الوضع في عالمنا العربي، كما ورد في اخر تقرير للتنمية الانسانية العربية (تشرين الثاني 2016)، يبدو اسوأ مما كان عليه قبل الربيع العربي، ففي عام 2002 كان هنالك (5) دول عربية فقط غارقة في الصراع، اما في عام 2016 فاصبحت (11) دولة، ومن المتوقع ان يكون 3 من بين 4 اشخاص عرب يعيشون في البلدان المعرضة للصراع مع حلول عام 2020.
مع فشل» الدولة « في العالم العربي يشعر الشباب بالانتماء اكثر لدينهم او طائفتهم او قبيلتهم اكثر من الانتماء لبلدانهم ( الوطنية) ويميلون للاحتجاج اكثر من المشاركة في التصويت، يضيف التقرير : العالم العربي وطن ل 5% من سكان العالم لكن هنالك 45% من النزاعات العنيفة الموجدودة في العالم موطنها عربي، و68% من الوفايات في العالم ناجمة عن المعارك التي تدور فيه، وهنالك 47% من النازحين داخليا و 58% من اللاجئين هويتهم عربية.
يمكن هنا ان نضيف : يبلغ عدد الشباب في العالم العربي (15-29) 105 مليون منهم 30% عاطلون عن العمل، واكثر من ذلك يعانون من الامية، 50% من النساء عاطلات عن العمل، نسبة الانتحار ارتفعت وكذلك الجرائم والمخدرات، اما التهميش والعزوف عن المشاركة في العمل العام والخوف من عصا الامن وانحباس الحريات العامة..الخ، فما زالت شواهد ماثلة على ان اوضاع العرب الان اسوأ مما كانت عليه قبل 2010، العام الذي احرق فيه بوعزيزي نفسه واطلق حينئذ «مارد» الاحتجاجات من قمقه.
هل نحن اذن امام جولات جديدة من «الربيع» الذي سميناه عربيا..؟ وهل سيكون سلميا ام اشد عنفا..والاهم كيف يمكن ان نستبقه واذا فاجأنا كيف سنتعامل معه..؟
اترك الاجابة لمن يعنيهم الامر، لكن لدي ملاحظة على الهامش وهي تتعلق بعاملين اثنين ما زالا قيد الرهان لجولة قادمة من هذا الانفجار الذي حدث، أحدهما: الشعوب التي استيقظ منها مارد الغضب قبل سنوات، ولم تستسلم بعد رغم ركونها لمحاولات الاخضاع والاسكات، والعامل الآخر الظرف الموضوعي الذي رافق انطلاق حركة التمرد العربية كما رافق اجهاض ما انجزته من تحولات، واعاد عقارب الساعة للوراء، هذا الظرف الذي اصبح اسوأ – كما اشار تقرير التنمية العربية الاخير – كفيل بدفع الناس الى «يقظة» جديدة، او جولة اخرى من جولات الغضب، خاصة بعد هذا الثمن الكبير الذي دفعته الشعوب للتغيير، والنتيجة التي صدمت بها بعد انكشاف المستور!
الدستور