قليلون هم من الأردنيين الذين يشاهدون التلفزيون الأردني ، ليس لأنّهم يفضّلون الغريب على القريب ، ولا لأنّ كلّ افرنجي برنجي ، ولكن ببساطة لأنّ البرامج والمسلسلات والأخبار التي تستفزّ المشاهد للمتابعة قليلة ، وحتى حين تكون هناك فزعة برامج مؤسسة على أفكار جيّدة ، فسرعان ما نراها تنفّس كأيّ بالون هواء.ومضطراً.. تابعت ليوم كامل تلفزيوننا الوطني ، فشاهدت برنامج أطفال يتحدث عن شهر رمضان ومزاياه ، وبيننا والشهر الفضيل ستة أشهر ، وتابعت برنامجاً ينفي تعرّض طفلة للضرب في مدرسة ، فلم أقتنع بما قدّم من معطيات ، وأفادني برنامج المرأة تحت الضوء بمعلومات مهمّة ، ولكنّ وقت البرنامج القصير لم يسمح باحاطة موضوع الساعة ، وهو المشاركة السياسية للمرأة بالانتخابات ، وقدّمت مذيعة أخبار لمقابلة مع مسؤول فلسطيني فخرج علينا إعلان ، وتابعت برنامجاً يستقبل الاتصالات فلم تفهم المذيعة من المتّصلين شيئاً لسبب أو لآخر.
وغير ذلك الكثير ، فالمسلسل المصري الرئيسي الذي يبثّ مرّتين بُثّ عشرات المرات على عشرات الفضائيات ، ومع منتصف الليل تأتينا أحاديث الشعر ولقطات الغروب المملّة ، وقدّم برنامج يناقش أعباء العادات والتقاليد على الشباب الذاهبين للزواج بربع ساعة درامية ساذجة سمجة مرتجلة لا تخدم موضوع البرنامج ، وتجعل الناس يلعنون الزواج من أساسه.
فليعذرنا الزملاء على هذه الصراحة ، ونعرف أنّهم ليسوا المسؤولين عن هذه النتيجة ، فمسلسل عدم الاستقرار يودي بنا إلى أكثر من ذلك ، وشحّ الامكانيات لا يسمح بالتطور ، والمسألة أنّ ما نتحدّث عنه هو واجهة الأردن على العالم.