الطبيب المكروه من قبل الاطفال
السفير الدكتور موفق العجلوني
09-05-2019 02:40 AM
جذب انتباهي حديث لقامة وطنية احترمها وأقدرها على صفحات وكالة عمون الغراء يوم أمس بعنوان : كنت الطبيب وبيدي طفل مريض يرفض أن اداويه .
كنت من اول المباركين لصاحب الدولة عنما تولى رئاسة الحكومة وكان لي جلستين مع دولته في مكتبه في دار الرئاسة وضعته في خلل خطير يحدث فى احدى أهم مؤسسات الدولة والتي كنت اتولى ادارة أحد اداراتها . الا ان دولته لم يحرك ساكناً وترك الحبل على الغارب ، ووقع الفأس بالراس .
استغرب مع كل التقدير والاحترام والمحبة لهذه القامة الاردنية العزيزة بحجم دولته هكذا تشبيه : كنت الطبيب وبيدي طفل يرفض ان اداويه ، وكان بمثابة الطبيب المكروه من قبل هذا الطفل ...!
اسمحوا لي يا دولة الرئيس و اعذرني اذا خالفت دولتكم الرأى وانت استاذنا الكبير الذي نتعلم منه ، و صاحب ولاية و امانة ، ستسأل عنها امام الله ، اصارحكم القول ان دولتكم لم تكن طبيب الاطفال ، فطبيب الاطفال يعرف كيف يتعامل مع الاطفال و كيف يعالجهم ، وتصبح العلاقة بين طبيب الاطفال و الاطفال الذي يعالجهم علاقة محبة لا علاقة كره ،و لا علاقة مصلحة .كما ان طبيب الاطفال يكون لديه معاونين من اطباء مقيمين و امتياز وممرضين أكفاء و ممرضات ، فنفر من فريقك الطبي بدل ان يساعدكم في وصف و إعطاء العلاج الصحيح لهؤلاء الاطفال " حسب وصف دولتكم " قدموا لك وصفات وافقت عليها قبل التأكد منها و مدى صلاحيتها ، و كان الامر كارثه لنفرٍ من هؤلاء الاطفال الذي عالجتهم بصفتك الطبيب صاحب الاختصاص ، الى درجة ان دولتكم عينت احد أطباء الامتياز نائباً لك ، الى درجة انه اخذ مكانك و كنت توافق على كل الوصفات الطبية المزاجية التي كان يمررها لكم .
دولة الرئيس ، اكرر احترامي وتقديري لدولتكم ، واعذرني لصراحتي ، فقد كانت كل وصفاتكم للأطفال الذين عالجتهم ولا زالوا يعانون الامرين من وصفاتكم الطبية ، فمنهم من اصيب بفقر الدم ، ومنهم من اصيب بتشوهات وعاهات عجز صندوق النقد الدولي عن معالجتها ، ومنهم قد عجزت كل وصفات أطباء التجميل عن معالجة الحروق والتقرحات الداخلية والخارجية والكمات والصدمات التي تلقوها في عهدكم . ومنهم من اضطر للعلاج خارج المملكة ، فوجدوا ان علاجهم متوفر في مصر والامارات وتركيا ، ووجدوا العلاج الناجح لكل امراض الطفولة . الى درجة انه اصبحت العلاقة بينهم وبين " اطباء الاطفال "والمعالجين لكل التشوهات علاقة حب ووئام وتم معالجة كافة التشوهات التي لحقت بهم من تشخيصكم دون اللجوء الى الاقتراض من صندوق النقد الدولي او حتى من البنوك الداخلية لتغطية نفقاتهم الصحية .
اطباء الاطفال دولة الرئيس يعرفون جيداً كيف يتعاملون مع مرضاهم ، ويعرفون كيف يجنبوهم الامراض المعدية والمستعصية والمزمنه ، وبنفس الوقت يصفون لهم الفيتامينات التي يحتاجونها لكي يصبح عودهم شديداً ويصبح لديهم المناعة ضد كل الامراض والاوبئة وخاصة فقد الدم والصداع الدائم ، والعصبية والفقر والبطالة .
اما عيادتكم الطبية في رئاسة الوزراء ، وفريقكم الطبي فقد فشل فشل ذريعاً في معالجة حتى حالات الحصبة والشروحات الناتجة عن ازمات البرد والصقيع نتيجة لتقلبات الطقس وضربات ... الشمس .
نتمنى في هذا الشهر الفضيل ان ييسر الله طبيب اطفال صاحب اختصاص عالٍ ، وان تكون علاقته بأطفال الاردن عامة "حسب وصف دولتكم “علاقة حب ومودة ووئام وان يصف هذا الطبيب العلاج الناجع لكافة الحالات المرضية و الاجراءات الوقائية و المطاعيم الصحيحة و الضرورية ، بما فيها حالات الحمل و المواليد الجدد و خاصة حالات الولادة المتعسرة والعمليات القيصرية ، وان يكون له فريق طبي مؤهل ولديه خبرة ومراس ، حتى يتعافى اطفال الشعب الاردني على يديهم ويتخلصوا من كافة الامراض والاوبئة التي تسبب بها دولتكم وزملاؤكم من اطباء الاختصاص السابقون امثالكم .
ورمضان كريم دولة الرئيس وكل عام وأنتم بأل ألف خير وكافة الاردنيون ينعمون بالخير العميم في هذا الشهر الفضيل .
*الكاتب سفير سابق والمدير العام لمركز فرح الدولي للدراسات والبحوث الاستراتيجية.