* الزعبي: التحديات كبيرة وفي مقدمتها البطالة

* الزعبي: نتقاطع مع بعض مطالب الحراك ولا نتقاطع مع كثير منها

عمون - محمد الصالح - تحدث بكل صراحة وبشكل مباشر عن عدد من القضايا والاسئلة التي طرحتها "عمون" عليه خلال لقاء رمضاني في مكتبه بالشميساني في مجمع النقابات المهنية.

وضيف "عمون" في هذه المقابلة بيتوتي يحب البقاء في البيت إلا اذا كان مرتبطا بأعمال ومواعيد تخص شؤون العمل وليس من طبعه أن يفرض رأيه على ابناءه الذين اختار اغلبهم طريقا بعيدا عن الهندسة باستثناء ابنه البكر "فارس" فذهب لدراسة الماستر بالهندسة في كندا.

انه "ابا فارس" المهندس أحمد سمارة الزعبي رئيس مجلس النقباء ونقيب المهندس الذي مضى على جلوسه نقيبا للمهندسين عام كامل يقول أن نهجه في العمل النقابي هو عدم اقصاء أي طيف نقابي والعمل يكون بمشاركة الجميع ولمصلحة الجميع.

ويؤكد المهندس الزعبي أن العمل جار على قدم وساق في النقابة على مختلف الصعد وعلى قدم وساق من أجل خدمة المهندسين الذين زاد عددهم عن 163 مهندسا ومهندسة.

ولا يخفي سرا أن النقابة تواجه العديد من التحديات كما هو وضع الدولة ككل والتي تواجه تحديات كثيرة في هذه المرحلة الصعبة في اقليم متقلب، لهذا يعتقد بأن التحدي الأكبر والمشترك بين التحديات التي تواجها النقابة والدولة هي البطالة.

وعلى الصعيد السياسي يقول الزعبي أن الظروف صعبة والأردن يمر بمرحلة سياسية ليست بسهلة بالتزامن مع حقبة "نينياهو ترامب" واستلام اليمين الاسرائلي المتطرف للحكومة الاسرائيليةن بالاضافة إلى الظرف الاقتصادي الضاغط ولا بد من الوقوف إلى جانب الوطن في هذه المرحلة.

والمهندس الزعبي ايضا على الصعيد السياسي لا يعتقد أنه يوجد في ظل المعطيات الحالية امور تستدعي التصعيد والخلاف مع الحكومة، كما أن لا ينفي أن النقابات لا تتقاطع مع كثير من الأمور مع الحراك الشعبي فيما تتقاطع معه مع بعض المواقف.

وتاليا تفاصيل الحوار:

الشأن السياسي

ويقول رئيس مجلس النقباء ونقيب المهندسين المهندس أحمد سمارة الزعبي إن العلاقة بين النقابات ومطالب الناس ليست مرتبطة بشهر معين كما اصبح يعتقد البعض أنها مرتبطة بشهر رمضان المبارك.

ويؤكد أن النقابات لها استقلاليتها وصوتها الحر وتناقش الملفات بحكمة وتوازن كونها تشكل كتلة كبيرة من ابناء الوطن مقدارها حوالي 400 الف نسمة ويمثلون هؤالاء 2 مليون مواطن.

ويعتبر أن أي خطوة تقوم بها النقابات تضع نصب اعينها امن واستقرار الوطن، والعلاقة مع الحكومة تحكمها طبيعة الحالة المطروحة علما بأن العلاقة بالسياق العام يحكمها الحوار.

ولا يعتقد الزعبي أن المعطيات الحالية تستدعي أي خلاف مع الحكومة تصل إلى التصعيد والاحتجاج.

وفيما يخص الحراك الشعبي يقول الزعبي :"الحراك جزء من الشارع ومطالبه والنقابات تتقاطع مع جانب من مطالبة ولا تتقاطع مع كثير منها".


الشأن النقابي:

ويقول رئيس مجلس النقباء ونقيب المهندسين المهندس احمد سمارة الزعبي أن التحديات التي شخصها في هذه المرحلة تنقسم إلى جزئين الأول تحديات ذات طابع عام تتعلق بما تواجه الدولة واخرى ذات طابع خاص تتعلق بما تواجه النقابة وتتقاطع تحديات الجانبين في كثير من القضايا ومن ابرزها "البطالة".

وبرأيه أن "البطالة" قفزت على كثير من التحديات للتصدر قائمتها لما لها من خطورة على الوضع الداخلي في ظل ما تعانيه المنطقة من تقلبات سياسية بوجود الثنائي "نينياهو ترامب" وما صاب من اختلال لموازين المنطقة وبالتزامن مع اغلاق العديد من الاسواق التقليدية للأردن وتوجه دول الخليج إلى احلال العمالة العربية بعمالتهم المحلية.

واستعرض الزعبي حجم التسارع الكبير في ازدياد اعداد المهندسين حيث بلغ عددهم 163 الف مهندس ومهندسة ويوجد على مقاعد الدراسة 60 الف طالب وطالبة هندسة والنقابة تستقبل سنويا ما يقارب 12 الف مهندس بينما عدد الذي تستوعب فرص العمل والتدريب المتوفرة لا تتجاوز 8 آلاف وظيفة.

ولمواجهة البطالة في صفوف المهندسين التي تقارب النسبة عامة للبطالة وتصل إلى 18% يشير الزعبي إلى أنه تم تقديم مقترحات عبر لجنة مصغرة تشكلت بعد ورشة عمل اقامتها النقابة بحضور 12 عميد كلية هندسة ووزير التعليم العالي ومن هذه المقترحات تحديد اعداد المقبولين في الجامعات بخصص الهندس وأن يكون لكل جامعة هوية معينة بتخصص معين.

وبالرغم من تفاؤله من جولته على دول الخليج ومنها السعودية وقطر والكويت والتي وعدت خلالها قطر بزيادة أعداد المهندسين الأردنيين عن 3 آلاف مهندس عاد من المملكة العربية السعودية 30% من المهندسين الأردنيين للأردن لينخفض عددهم في السعودية من 25 – 17 الف مهندس.

ويقترح الزعبي أن يتم تحديد التخصصات الجديدة في الهندسة التي لا تتوفر في الخليج ليتم تدريب المهندس والمهندسة الاردنية ليتمكنوا من الحصول على فرص عمل هناك.

وفيما يتعلق بتيار "نمو" الذي اوصله إلى موقع النقيب يقول الزعبي :"تيار نمو هو تيار الشارع الأردني والذي يضم كل التيارات الوطنية والتي اجمعت على برنامج عمل واضح يهدف إلى مشاركة الجميع دون إقصاء أو اي عبث بكادر النقابة".

ويوضح النقيب بعض الخطوات التي قام بها مع مجلس النقابة خلال العام الاول له نقيبا للمهندسين ويقول تم إعادة النظر بالتشريعات وبعض القضايا التي لها جانب سياسي ومنها الية الانتخاب على القوائم النسبية ومراجعة وضع الشعب الهندسية وتقسيم بعضها وهي قضية شائكة في النقابة.

ويضيف أنه تم استحداث مركز الدراسات والبحوث في النقابة لتكون فعلا بيتا للخبرة وهذا يقدم دراسات للمؤسسات في مختلف القطاعات بالطاقة والطرق والطاقة المتجددة.

ويسعى الزعبي في النقابة إلى الوصول إلى مرحلة "عولمة المهندس الأردني" من خلال شراكات توقعها مع جمعيات دولية اوروبية وامريكية لتمكن المهندس الأردني من الوصول إلى العالمية بالعمل.

وستقدم النقابة بحسب الزعبي تعديلات على نظام التكافل وسيتم ارساله إلى ديوان التشريع والرأي بعد شهر رمضان الكريم، بالاضافة إلى اصدار نظامين لتطوير مستوى الأداء الهندسي عبر اصدار نظامي المسؤولية المهنية وتوكيد الجودة لما لهما من دور في خدمة المواطنين.

وبخصوص التأمين الصحي للمهندسين يقول الزعبي إن هذا التأمين الذي يشترك فيه 33 الف مهندس ومهندسة من افضل انواع التأمين.

وفيما يتعلق بالملف الذي شغل النقابة لفترة طويلة وهو "صندوق التقاعد" لم ينكر أن الصندوق يعاني من مشاكل واذا لم يتم اجراء تدخل جراحي له كل فترة لن يستمر.

وبهذا الصدد شكل لصندوق التقاعد لجنة من كافة اطياف النقابة وفرت لهم المعلومات الكاملة لهم لوضع تصور للصندوق وتقييم وضعه، خصوصا أن الصندوق خسر في العقد الماضي ما يقارب 50 مليون دينار في السوق المالي نتيجة قرارات قاصرة واستثمارات غير مبررة.

ويضيف أنه تم تقسيط المبالغ المستحقة على المهندسين لصالح الصندوق يتوقع ان تعيد للصندوق 6 آلاف مهندس ومهندسة ويتوفر عودتهم 2 مليون ونصف المليون دينار وتقليص عجز الصندوق الناتج عن الفرق بين ما يدفع من اشتراكات وما يدفع كرواتب تقاعدية.

ويشير الزعبي إلى أنه عوائد الاستثمارات تراجعت ليس لأنه تسلم النقابة بل لأسباب تتعلق بتراجع حجم الاستثمارات في قطاع العقارات بحسب الارقام الرسمية، ويقول عوائد الاستثمارات في عام 2018 بلغت 6 مليون دينار بتراجع مقداره عن عام 2017 ما نسبته (0.7%).

ويؤكد أن النقابة لم تدخل في استثمارات جديدة لا في عهد المجلس الحالي ولا الذي سبقه، إلا ان المجلس الحالي بصدد انشاء شركة قابضة للتعليم.

ومن الطرق التي قررتها النقابة لتشجيع المهندسين للانتساب لصندوق التقاعد توفير مشتريات لهم في العديد من القطاعات بنسبة خصم 20% بتمويل من النقابة بفائدة صفرية شريطة أن يكون المهندس أو المهندسة عضوا في الصندوق، بالاضافة إلى توفير الطاقة الشمسية لمن يرغم منهم".