نحزن أن نخسر زينة شبابنا في حوادث مؤسفة ، وفي الوقت الذي نتباهى بشبابنا وهم يتقدمون كل المواقع ويقودون المبادرات ، فإننا نخسرهم ضحية الصراعات العشائرية ، قصي العدوان لا أعرفه على الصعيد الشخصي ولكن كان صديقا لي في عالم السوشيل ميديا لأنه كان ناشطا إجتماعيا وقائدا طلابيا وتكتشف قيمة هذا النموذج الشبابي بحجم النعي من أصدقائه ومحبيه .
قصي يمثل حالة أقل ما نقول عنها أنه سقط ضحية اللامعقول الأردنية ، وضحية التناقض المجتمعي الأردني ، فمهما وصل الأردني من العلم والتعليم والفكر المتقدم في لحظة غضب يصاب بحالة من النكوص ويعود مئات السنين للوراء ، عندما كانت الدولة غائبة ، وقانون القوة هو السائد ، وكان صوت الرصاص والأنا الكبيرة تسود الخلافات .
في حالة قصي وفيها من الوجع الكبير ، عندما يقدم أحدهم لحل خلافه بالرصاص ويزهق روحا بسهولة ، ورغم وجع الموت يزيده وجعا على وجع أن الدم واحد ، وبعدما كانت أوشاج القربى تجمع اليوم تفرق ويسيل الدم من جديد ، والأكثر ألما أن تصرفا أرعن يدخل أهل القاتل والمقتول في دوامة عنف ، وتحرق البيوت وتجلى العائلات وتغلق المدارس في شهر الله الحرام ، " ولا تزر وازرة وزر أخرى" .
مطلوب من الدولة اليوم أن تعالج قضية إنتشار السلاح ، فلا سلاح إلا بيد الجيش والأجهزة الأمنية ، ومطلوب من العقلاء وأصحاب الرأي والحكمة أن يسعووا في تطمئنة النفوس ، ومطلوب أن يأخذ القانون مجراه وأن نصدع له ، ولنتذكر أن الأردنيين وأهلنا من العدوان لديهم من الفروسية والطيب والأخلاق الكريمة أن يتجاوزوا مصابهم وهم أهل خير دوما في معالجة المشاكل ودفنها يساعدهم الأردنيون من شتى المنابت والأصول ، فنحن كالجسد الواحد يؤلمنا ما يؤلمهم .
رحم الله قصي وابن عمه وجبر الله على قلب أهلهم .