facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لماذا تبرع " الملك " لترميم كنيسة القيامة ! .


شحاده أبو بقر
07-05-2019 10:32 AM

حملت الأنباء أن جلالة الملك تبرع لترميم وصيانة كنيسة القيامة في القدس الشريف , وهو تبرع يأتي في سياق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة .

لو كانت هنالك " مقدسات يهودية " في القدس لشملتها الرعاية الهاشمية كذلك , لكن كل ما يدعيه الطرف الآخر حيال هذا الأمر لا وجود له على أرض الواقع في القدس , ولو أسفرت حفرياتهم المستمرة منذ عام 1967 عن وجود شيء مما يدعون " هيكل سليمان " المزعوم, لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها , لكن حفرياتهم المستميتة لم ولن تسفر عن شيء غير موجود أصلا ! .

وجوابا عن العنوان السؤال هو : أن شرط الإيمان بالله الواحد الأحد في عقيدتنا الإسلامية هو ( الإيمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره), ولهذا فالمسلمون يؤمنون بكل ما سبق وبضمنه رسل الله سبحانه وتعالى كافة .

من هنا , رفض الخليفة العادل صاحب " العهدة العمرية " الصلاة في الكنيسة عندما حضر إلى القدس لتسلم مفاتيحها كي لا يأتي زمن قد يقول فيه مسلمون, أن عمرا صلى هنا ولذا صار من " حقنا " أن نقيم مسجدا في هذا المكان .

ومن هنا أيضا , شارك الملك المؤسس عبدالله الأول بنفسه رحمه الله في إخماد حريق نشب في كنيسة القيامة وكاد أن يأتي على محتوياتها عام 1949 . ومن المفارقة أن جاء يهودي متطرف بعد عشرين عاما " 1969 " وأضرم النار في المسجد الأقصى وحرق محتوياته بما في ذلك منبر البطل الإسلامي صلاح الدين الأيوبي رحمه الله .

الإسلام لا ينكر ولا يتنكر لرسل الله جميعا, بل يجلهم ويحترمهم هم وأثرهم جميعا , ولا يحجر على متدين أيا كان دينه, حقه في أداء عباداته .

ترميم كنيسة القيامة بكرامة الهاشميين الأوصياء ليس جديدا, بل حدث غير مرة , إلى جانب ترميم " مهد عيسى عليه السلام, والقبر المقدس, وكهف المسيح في أم قيس, ومقام الخضر عليه السلام في بلدة ماحص" , تماما بذات السوية التي تم فيها إعمار مقامات الأنبياء عليهم السلام ومن أي دين كانوا وأضرحة صحابة محمد والشجرة المباركة التي إستظلها صلى الله عليه وسلم في الأردن قبل فجر النبوة الشريفة.

الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس وفي هذه البلاد المباركة , ليست ممارسة سياسية خاضعة لتجاذبات السياسة وشجونها , وإنما هي حالة عقدية روحانية أخلاقية تعود جذورها إلى حادثة الإسراء والمعراج الشريفين قبل أزيد من أربعة عشر قرنا , عندما أسرى خالق الكون جل في علاه بنبيه المصطفى محمدا العربي الهاشمي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة, إلى المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله , ليصلي بالأنبياء عليهم السلام فيه قبل أن يعرج بصحبة " جبريل " عليه السلام إلى السموات العلا ليريه السميع البصير من آياته .

والهاشميون هم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , ففي الحديث الشريف " أن الله إصطفى من ولد إسماعيل كنانة , وإصطفى من كنانة العرب , وإصطفى من العرب قريشا , وإصطفى من قريش بني هاشم وإصطفاني من بني هاشم, ولهذا فالهاشميون مصطفون, وبهذا الإصطفاء صارت لهم الوصاية على المقدسات في قدس الأقداس حيث مسرى ومعراج جدهم الأعظم صلوات الله وسلامه عليه , وهو حق وواجب ديني تاريخي أخلاقي غير قابل للإنتزاع .

وللدلالة وبالقرينة التاريخية على هذا الحق , نعود إلى فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة , عندما طلب المصطفى صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة للصلاة فيها , حيث أعاد المفتاح لحامله الذي لم يكن قد أسلم بعد وهو من بني أبي طلحة قائلا له قولته المشهورة " خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم ", ثم سأله , ألا تسلم , فأجاب أنت فاتح لمكة وتعيد لي المفتاح ! , أشهد أنك رسول الله .

وما زال مفتاح الكعبة المشرفة مع بني شيبة الذين ينتسبون لبني طلحة حتى يومنا هذا , إحتراما وتقديرا من أشقائنا في المملكة العربية السعودية لهذا الحق , فلا يفتح الكعبة الشريفة إلا حامل مفتاحها من أكبرهم سنا, عندما يتطلب الأمر ذلك .

إذا , الوصاية الهاشمية حق وواجب تاريخي لا يفرق بين مقدسات إسلامية أو مسيحية في القدس الشريف وغيرها , إنسجاما مع شرط الإيمان برسل الله سبحانه وتعالى جميعا في عقيدتنا الإسلامية السمحاء . والله جل جلاله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :