على مدى سنوات طويلة ونحن نسمع عن قضايا قتل بين عائلات وأقارب وحتى غرباء.. جرائم بشعة عكست مشهد الثأر على الطريقة الأردنية عندما تستقر رصاصات ثأر حاقدة في رأس شخص من رجال القبيلة مخلفة وراءها زوبعة ليس فقط من الوجع والحزن لكن من الجدل وملايين التساؤلات التائهة حول واحد من أخطر الملفات التي يغض الطرف عنها وهو ملف الثأر.

واليوم.. في أول أيام شهر الرحمة والتسامح والمغفرة.. امتدت يد الغدر والجهل لتقطف حياة شابين أبناء عمومة من العدوان أحدهما قتل على يد أبن الخالة.. الذي شاركه يوما ما ذكريات الطفولة ولعب الحارات واحلام المستقبل. اين هو اللحم والدم الذي تحول في لحظة تهور إلى أداة إجرام بلا قلب..
أمام الجميع.. في الشارع. وكما ذكر شهود عيان عدة طلقات مزقت جسد قصي الذي كان يستعد لمناقشة رسالة الماجستير.. وفي داخله احلام تم اغتيالها.

كل تلك الوحشية في لحظة إجرام وغياب لأي منطق.. ولماذا. ؟

أهو من اجل خلاف ما.. ام استكمالا لمسلسل الثأر القبيح.. الذي يغفو لسنوات ليخرج كالوحش ثانية..
ذلك النهج الذي يحول الإنسان إلى وحش يسرق الفرح من قلب ينشر الفرح ويزرع مكانه رصاصات غدر بحجة الرجولة الزائفة واستبدال لغة القانون بلغة القتل.

تصرف اهوج من متهور.. يجر وراءه سلسلة من الانتقامات تكبر لتتحول إلى ثأر يتوارثه الأبناء..
ترى ما الذي يحدث في مجتمعنا عندما يقتل ابن العم قريبه او ينتقم الخال من ابن اخته او العم من ابن أخيه.. الهذه الدرجة من القباحة اللانسانية وصلنا..؟

كيف ولماذا أصبح الانتماء إلى عشيرة ما، حتى ولو بالاسم، يعني أن تكون مرشحاً لان تزهق روحك، أو يحرق بيتك ، أو لتشريدك أنت وأهلك من بلدتك التي سكنت فيها طوال عمرك، أو لكل ذلك معاً، وذلك لمجرد أن أحد المستهترين من أبناء عشيرتك قد أقدم على اقتراف جريمة حمقاء لدوافع سخيفة في معظمها لا تمت لك باي صلة.
ترى متى ينتهي هذا الكابوس العشائري؟

متى سيوضع حدا للتواجد غير المبرر للسلاح بيد الأهالي وبعض العصابات الخارجة عن أي قانون..؟

اوجعنا مقتل الشاب صاحب يد الخير قصي العدوان والذي لحقه بعدها ابن عمه زيد على يد أقرباء بعد غليان الدم .. شباب بعمر الورود يفقدهم الوطن بسبب مفاهيم جاهلية شوهت كل ما هو جميل من منظومة القيم العشائرية.
آن الأوان ان تضع الدولة حدا لهذه الاعراف الجاهلية السوداء وان لا تترك هذا الكابوس ينخر في أساسات مجتمعنا الأردني.

رحم الله شباب الاردن.. .
كان الله في عون أمهاتهم..
وعظم الله أجرك يا وطن..