الهجوم على مخفر الرهوة عام 1956
وقفة على اطلال المخفر وذكرى الشهداء الذين رفضوا الانسحاب
د.بكر خازر المجالي
07-05-2019 01:49 AM
* الهجوم على مخفر الرهوة جنوبي الخليل في 12 ايلول 1956
وضع الجيش الاردني خطة محكمة للسيطرة على الحدود على طول خط الهدنة ،وكانت الخطة بتكامل الدفاع في الواجهة الامامية في الضفة الغربية لتتألف من موقع عسكري ومن ضمنه مركز شرطة الامن العام ، والتعاون مع المجتمع المحلي بوجود جماعات الحرس الوطني الذي تم تدريبهم من قبل الجيش وتزويدهم بالاسلحة المناسبة .
وجنوب منطقة الخليل كانت ذات اهمية استراتيجية ،فهي واسعة ومفتوحة ،وانتظمت مراكز الشرطة الاردنية بدءا من مخفر خشم الدرج ومخفر رجم الناقة الى الاصيفر ومن ثم رجم المدفع فالى مخفر الرهوة ومن بعد نصل الى مخفر الظاهرية الذي كان مركز قيادة وهو على بعد عشرة كيلومترات من الرهوة .
مخفر الرهوة تعرض في يوم 12 ايلول 1956الى هجوم صهيوني سافر وقام العدو بقطع سلك التلفون اولا وربط اتصالهم هم عليه وقاموا بابلاغ مديرية الشرطة في الخليل ان هناك هجوم يتعرض له مخفر الرهوة وطلبوا ارسال قوة نجدة ، ولكن نصبوا كمينا على طريق القوة الاردنية للتعامل معها في الوقت الذي ينهون فيه عملية تدمير مخفر الرهوة.
مخفر الرهوة بين سلسلة من الهضاب متوسطة الارتفاع ،ولكنه يتقدم هذه الهضاب باتجاه الغرب والجنوب ليواجه خط وقف اطلاق النار مباشرة .ويشرف على منطقة واسعة مفتوحة ويسيطر على جميع الممرات في المنطقة .
والمخفر في تصميمه مشابه لمخفر رجم المدفع ،ويتشابهان في قصة التدمير والنسف لهما ، فتم النسف اولا بواسطة الالغام الارضية واتبع ذلك بقصف جوي.ولكن بعد اشتباك عنيف مع رجال الشرطة الاردنية وكانوا سبعة قد استشهدوا جميعا .. وتحدث اهل المنطقة ان رجال الشرطة الاردنيين كان يمكنهم الانسحاب والنجاة ولكنهم رفضوا وواجهوا العدو بشجاعة وببسالة نادرة .
انتشرنا فوق هضبة الرهوة التي وصلناها بعد تقص دقيق من سكان المنطقة الذين تنقلنا بين اماكنهم وكان دليلنا الشاب يوسف الهوارين الذي يعمل في الزراعة في ارضه وفي منطقته التي تسمى دير سعيدي ، ورافقنا مدير سياحة الخليل المقدم سامي المحاريق . وقفنا على الاطلال بعد 60 سنة من الهجوم الغادر وكانت زيارتنا في شهر 12 من عام 2016م ، ولكن لنقرأ تاريخ الشهادة والشهداء الابطال ، وونقرأ في حجارة الارض العربية معاني الصمود والرجولة والشجاعة.
مخفر الرهوة تعرض للنسف والقصف الجوي يوم 12 ايلول 1956م في فترة كانت الجبهة الاردنية مشتعلة تماما خاصة مع الاحتقان الكبير على جبهة قناة السويس ومن ثم بدء العدوان الثلاثي على مصر الشقيقة في ذات الفترة.
اما وحسب رواية شاهد عيان لقصة تدمير مخفر الرهوة فقد تحدث الحاج محمود عبدالمنعم المحاريق (78 سنة) وهو من سكان بلدة السموع فقال : انه حين هاجم اليهود المخفر قاموا بقطع سلك التلفون وشبكوا الخط مع قيادة الجيش في الخليل ،واخبروهم - وكأن احد افراد مخفر الرهوة هو المتحدث - بانهم محاصرون ويطلبون نجدة فورية فارسلت القوات الاردنية قواتا للنجدة ،ونصب اليهود كمينا لهم قرب المخفر ودارت معركة شديدة واستشهد عدد من الاردنيين ،ويذكر الحاج ابو سامي ان القائد الاردني وقتها كان ( حمد ابو دخينة ) .
اما شهداء مخفر الرهوة فهم :
1. الشرطي محمد علي حسن ابو ارحيلة من رام الله .
2. الشرطي حسين سالم حسين البلوص من الحصن /اربد .
3. الرقيب - كان قائد المركز - ماجد عيسى المجالي من الربة /الكرك
4. الشرطي محمد زيد مزيد العزام من قم/اربد
5. الشرطي على هطيلان خليف الصبيح من مادبا .
6. الشرطي عبداللطيف موسى خلف الحطيبات من العراق /الكرك
7. الشرطي عمر انس محمد الزعبي من حريما /اربد