راجح الكردي .. الى اللقاء
د. بسام العموش
07-05-2019 01:40 AM
في أول يوم من شهر الرحمة شهر رمضان المبارك 1440 آوينا أخانا العلامة راجح عبدالحميد الكردي الأزهري أستاذ العقيدة في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية التي قضى حياته كلها فيها ينشر العلم ويزرع التدين ويصنع نخيل المجتمع من الرجال والنساء فدخل علمه كل بيت ومسجد وجامعة ومؤتمر . استمع الناس له في المنابر التي كانت تهتز بصوته الجهوري ولغته القوية الخالية من اللحن في احترام تام للغة القرآن.
لقد فرض عليه تخصصه الغوص في الفلسفة فكان بحرا" فيها في زمن كان البعض يرى الفلسفة علما" لا ينفع بينما رآها راجح الكردي سلاحا" لازما" لكل من يريد أن يكون محاورا" لمن يخالفه في الفكر .
كان الراحل داعية لوحدة الصف الاسلامي ولطالما رفع شعار ( عقيدتنا قبل الخلاف ) ليرد بذلك على الذين يريدون إعادة انتاج خلافات تاريخية ( سلفية وماتريدية وأشعرية ) وقعت بين العلماء قبل أكثر من ألف سنة حيث اختلفوا في قراءة النص مع اتفاقهم على النص وقداسته والايمان به .
ولا يزال شعار الكردي مرفوعاً لأولئك الذين ينخرون مساجدنا ومعاهدنا ومساجدنا ولافتاتنا الحزبية الضيقة فيهددون بلدنا الآمن عبر قنابل مدمرة تقود الى التكفير والإقصاء برعاية وتوجيه من يعيشون جهلاً في الدين والعلم والمقاصد واللغة وفي عمى مطبق بسلوك يطرب له العدو وربما يصنعون منه قنابل تفجر مجتمعنا .
وراجح الكردي رغم التزامه بجماعة الاخوان المسلمين الا انه كان يسر لي في حوار ثنائي عن عدم رضاه عما يجري رغم انه لم يتحرك نحو سلطة تنظيمة في يوم من الأيام رغم انه أجدر من كثيرين بالموقع التنظيمي والنيابي .
رحل راجح الكردي وترك اخوة له وتلاميذ مخلصين يدعون له من قلوبهم وذرية أبراراً هم من عمله الصالح وهم من الولد الصالح الذي يدعو له وهو في دار الحق عند مليك مقتدر .
رحمك الله رحمة واسعة فأنت السابق ونحن اللاحقون .