يمثل مؤتمر انقاذ القدس المنعقد في عمان بتاريخ 21 شباط 1968م، ومقرراته وثيقة حية وشاهدة على الدور الأردني في وضع القدس على منضدة العالم لتبقى عربية، وهو تلخيص لدورٍ أردنيٍ جاء عقب نكسة الـ 67 والتي أدت الى ضياع الضفة والقدس.
فالمؤتمر، في مقرراته شواهد على أن الأردن سعى منذ اليوم الأول لاحتلال المدينة إلى محاربة تهويدها، وقد دعا الأردن ضمن مقررات المؤتمر إلى دراسة السبل الكفيلة بانقاذ المدينة من التهويد.
إذ ناشد المؤتمر "الدول الاسلامية التي قدمت مشروع قرار عدم شرعية ضم القدس إلى اسرائيل في الدورة الطارئة للأمم المتحدة المنعقدة في أب 1967".
ودعا المؤتمر، الذي يمثل وثيقة أخرى للدور الأردني ومساعيه بصون المدنية من التهويد، جميع الشعوب العربية والاسلامية إلى تشكيل لجانٍ لإنقاذ المدينة من التهويد.
وكانت ديباجة قرارات المؤتمر، الذي ضم قادة الفكر والساسة والرأي وممثلي هيئات دينية اسلامية ومسيحية وممثلي نقابات الأطباء والمحامين والمهندسين والعمال والهيئات السياسية والتجارية والصناعية قد حذرت من استملاكات الأراضي والمباني العربية لاسكان عشرات الالاف من اليهود.
ويحذر أيضاً، من الغاء المؤسسات العربية والاسلامية في القدس بهدف تهويد المدينة المقدسة والعبث بها بعد أن الغوا التشاريع المدنية التي كانت قائمة قبل الحرب.
وتشير وثيقة قرارات المؤتمر إلى الاجراءات الاسرائيلية التي بدأت فور احتلال المدينة والتي اعتبرت غير قانونية ومخالفة لقرارات الأمم المتحدة ، والمتمثلة في الغاء بلدية القدس وجميع الدوائر العربية واستبدالها بأخرى يهودية وهدم أحياء عربية بالكامل وعشرات المباني التاريخية العربية والاسلامية بالمدينة المقدسة.
ويوضح البيان الختامي أفعال اليهود والتي أدت إلى هجرة الاف الأسر المقدسية التي عمرها بالمدينة يتجاوز الاف السنين.
إن أهمية هذه الوثيقة في أنها تروي جانباً من النضال الأردني وسعيه على الدوام للتحذير وكشف خطوات تهويد المدينة، بالاضافة إلى أنها جهد أردني يستحق أن يجمع ويبوب ضمن وثائق الأردن المقدسية لتكون الوثيقة شاهدة على الدور الأردني.
واليوم، ومع اقتراب اعلان تسويات تتعلق بالمدنية التي لها في وجدان الأمة ولدى الأردن والهاشميين خاصة مكانةً تعبر عنها الوصاية الهاشمية فإن تبويب هذا التاريخ حاجة للحاضر والمستقبل .
فالقدس والوصاية عليها ثوابت أردنية تروي حكايتها الوثائق ويروي عنها العمران والإعمار بالمدينة والمجتمع المقدسي..
وقد حان الوقت لنجمع وثائق القدس .. في تاريخنا الوطني لنكون مستعدين لمعركة الوثيقة التي ترسخ حقوقنا بالمدينة.