الدكتور عبد اللطيف عربيات
المحامي محمد غالب ابوعبود
05-05-2019 10:48 PM
انْ هذا الاّ يومٌ عصيب
قال تعالى في محكم التنزيل : ( هذا يومٌ عصيب ) وقال عزّ من قائل : (انْ هذا الاّ قولُ البشر ) ومن بين هاتين الايتين استنبطت عنوان مقالي هذا عن المرحوم الدكتور عبد اللطيف عربيات،،،،،
كان رحمه الله أخاً وصديقاً على وجه الخصوص لوالدي المرحوم غالب أبو عبود وكذلك لعمّي المرحوم هاشم أبو عبود وحيث انه من مواليد سنة 1933 وان والدي مواليد سنة 1932 وعمّي هاشم مواليد سنة 1934 فقد كان رحمه الله واسطة العقد بين أبي وعمّي رحمهم الله جميعاً. واعتزّ انني جاره المقابل لبيته مباشرة منذ ما يزيد عن عشرين عاماً. وفي سياق الحديث عن الجوار فقد كتب الله لي أن اخرج- ولأول مرة منذ الشتاء- على شرفة المنزل المطلة على بيته لتقع عيناي عليه يجلس بشرفة منزله مع أهله وكان ذلك يوم الخميس لكن الحياء منعني من اقتحام النظر اليه للسلام عليه بالاشارة ولو علمت أن الله سيتوفاه في اليوم التالي يوم الجمعة لما القيت للحياء بال .
جلست معه جلسات عدّه وطويله وكنت على صلة دائمة به باستمرار لكنّ بداية معرفتي المباشرة له مذ سكنت بضاحية الرشيد سنة 1998 وحتى هذه اللحظه لم يكن بيننا سوى السلام فقط الى أن جاء اول يوم في رمضان سنة 1998وكان يوم جمعة ولم يكن في الحي الذي نسكنه مسجداً فكنا نصلّي في مسجد الكلية العلمية الاسلامية بضاحية الرشيد وصادف غياب الخطيب،،، فالح المصلون على الدكتور عبد اللطيف أن يخطب بالناس لكنه رفض بشدة وبعد اصرار المصلين عليه ولتعذر وجود من هو ذو كفاءة للخطبة بالناس قام حينها وصعد المنبر والقى خطبة ارتجالية دون تحضير مسبق ولو سمعتها منه في غير هذا الموقف لقلت انه اعدّ لها منذ ايام.
حدثني رحمه الله عن الضغوطات التي تلقّاها لخوضه الانتخابات ورضخ لها واختار شعارا ( ان اريدُ الا الاصلاح ما استطعت ) ووفقه الله لينتفع الناس بنجاحه أكثر مما انتفع،،، وبعد النيابة اخبرني أنه قطع على نفسه عهداً أن لا يرد سائلاً او صاحب حاجة واشهد أنّه قطع فأوفى ولم يترك صلحاً بين الناس الا كان هو صاحبه،،،
لكنّه الرحيل والأجل المحتوم وانه ليس ايَّ رحيل انه رحيل الدكتور عبد اللطيف عربيات _ أبي سليمان _الطيفُ الأجمل الذي كانت ظلال انسه تمتد على مساحة الوطن سيما في حيّنا الذي يسكنه الجار العزيز والاخ الكبير والأب الغالي معالي الدكتور عبد اللطيف عربيات الذي منعني من أن افكر حتى تفكيراً في بيع منزلي بعد أن وضعت عليه ما يشير الى أنه للبيع واجبرني على تمزيق اليافطة وقال لي بالحرف الواحد (لا نسمح لك بتركنا) ويا ليتك تركتني ارحل من بيتي قبل أن ترحل.
يوم وفاة أبي سليمان يوم الجمعة كان يوماً عصيبا ويوم السبت يوم دفنه كان يوما عصيباً فوالله الذي لا اله الا هو انني ابيت ان احضر الصلاة عليه ودفنه لان نفسي لا تحتمل ولا تطيق هول الموقف.
افتقده في هذه الليلة فهي أ ولى ليالي رمضان الذي يغيب طيفه عنّا فيها فقد رحل قبيل رمضان في يوم عصيب وها هي الليلة الأولى لرمضان تبدو عصيبة هي الأخرى بسبب الفقدان فكيف اذن لا نقول انْ هذا الا يوم عصيب. اكتفي بهذا القول واقول رحم الله أبا سليمان رحمة واسعة فعلى مثلك تبكي الرجال.
المحامي محمد غالب أبو عبود