عبر تاريخ الدوله الاردنيه واجهت محطات صعبه وقلقه امنيا وسياسيا و عسكريا ،وخرجت من كل تلك المحطات أحيانا بانتصار واضح وأحيانا أخرى دون خسائر كبرى لكن المحصله كانت استمرار الدوله واستقرارها ،واليوم يواجه الأردنييون محطه جديده بدأ الاردن بخوض معركتها مبكرا من خلال الإجراءات الاستباقية التي قادها الملك ،ونتحدث هنا عن المشروع الأمريكي للسلام ،والمواجهة الاردنيه ليست حربا ضد أمريكا بل تحديد موقف ومسار المصالح الاردنيه الكبرى فيما قد تطرحه الإداره الامريكيه .
ولعل العناوين الكبرى والموقف الحاسم الذي طرحه جلاله الملك هي المحدد والمضمون لخطاب أردني يحتاج إلى بلوره وصياغه ليقدم للاردنيين أولا والعرب ثانيا والغرب المهتم بالملف الفلسطيني .
على الصعيد الوطني فإن كل الأردنيين مؤمنون بموقف الدوله الذي يقوده الملك ،والمقياس ليس مسيرات التأييد فقط بل الوجدان الأردني والمصلحة المباشرة للأردن وكل فرد أردني ، فمصلحتنا جميعا في كل بيت أردني ان نرفض التوطين وأن يبقى الفلسطيني فلسطينيا ،وأن يكون الاردن الأردنيين وفلسطين وطنا ودوله لشعبها الذي عانى وما يزال من الاحتلال والتخاذل الدولي .
ووجداننا جميعا في كل تفاصيل الجغرافيا الاردنيه ان نرفض اي مشاريع ظاهرها وحدوي مثل الكونفدرالية او الفدرالية التي هدفها منع أقامه دوله فلسطينيه على الحساب الهويه الوطنيه الاردنيه والفلسطينية ،ودمج الفلسطينيين داخل الدوله الاردنيه .
هو شهر ساخن سياسيا ،والأردن يقف موقفا صلبا ويخوض معركه كبرى لكنه يدرك أيضا أنها معركه الشعب الفلسطيني ومعركه كل فصائل الفلسطينيين ومعركه العرب والعالم المنصف ،لكننا ندرك أننا رأس الحربه في الدفاع عن مصالحنا الوطنيه .
رغم صلابه ووضوح الموقف الأردني إلا أننا مازلنا نحتاج إلى صياغة خطاب بمضمون تفصيلي ،حتى يكون موقفنا العام عنوانا ومضامين وان يكون من السهل تقديمه لكل أردني .
رمضان مناسبه اردنيه كبرى لتكون بوصلتنا جميعا نحو هذه المعركه السياسيه ،فليس هناك أمر أهم من هويه الاردن والاردنيين ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في معركتهم الوطنيه .