(عُملاء بِلا حدود) .. حِزبٌ فلسطيني يُروِّج (صفقَة ترَمب)
محمد خروب
05-05-2019 12:26 AM
«الإصلاح والتنمية».. هذا ما أَطلَقَه رهط فلسطيني غير معروف في الفضاء الفلسطيني العام, على حزبٍ استولدوه في ما يبدو, بمعونة أجهزة استخبارية عملت غرف سوداء على إشهاره, عشِيّة إعلان ثُلاثِي الشَرّ اليهودي/الصهيوني, الصفقة المعرَّفة «صفقة القرن», والتي لم تعُد بنودها سِرِيّة, بعد ان حسم صهر الرئيس الاميركي الولد الغرّ.. كوشنر, المسألة قبل ساعات معدودات عندما قال: الصفقة ستُكرّس القدس عاصمة لاسرائيل ولن تأتيِ بذكر على حل الدولتين. وإذا ما أضفنا الى ذلك كله ما تم ترجمته على الارض من حقائق ميدانية تأخذها زعيمة «العالم الحُرّ» كـَ «تفكيرٍ واقِعي»..فإننا نكون أمام حفنة من الدولارات «تتبرع» بها بأوامِر أَميركية صناديق سيادية عربية للفلسطينيين، مقابِل تخلِّيهم عن وطنهم, واعترافاً من منهم بأن «نضالهم» الذي تجاوز قرناً من الزمان في وجه جرائم الحرب الصهيونية, ومشروعها الإستعمارِي المدعوم من القوى الاستعمارية والامبريالية الغربية الاوروبية والاميركية, لم يكن سوى إرهاب موصوف وعداء للسامية وتنكّراً لحقائق التاريخ والجغرافيا التي تقول بأن فلسطين يهودية, وأن شُذاذ الآفاق قد عادوا الى اورشيلم بعد نفي وتشرّد استطال لألفي عام كما تزعم الاساطير الصهيونية المُؤسّسة.
ما علينا..
في بيان ركيك لا رابط بين مفرداته ومصطلحاته, يشوبه الارتباك وتفوح من بين سطوره رائحة العمالة المحمولة على ارتباط بدوائر استخبارية صهيونية/ اميركية وبعض العربية, أعلن القائمون (النّكِرَة بالمناسبة) على إطلاق حزب «الإصلاح والتنمية»: ان خطوتهم (المشبوهة دائماً) تهدِف جمْع الأغلبية الصامتة, التي لا حول لها ولا قوة, بسبب عدم وجود جسم تنظيمي يجمعها، «خاصة (وهنا دقِّقوا جيداً) بعد فشل اتفاقية اوسلو».
وحتى يبدو هؤلاء الذين لم يعرف الجمهور الفلسطيني أسماءهم من قبل في ساحات النضال والمواجهة, مع المشروع الصهيواميركي الإحلالي الكولياني العنصري, تمسّكَهم «كذباً» بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني, واعتماد الميثاق الوطني نسخة 1964 (أي تلك التي تتحدّث عن استرجاع فلسطين التاريخية من النهر الى البحر)، ثم قاموا بِزَجّ عبارة مُناقَضة ليقولوا: «انهم يعملون على إنهاء الانقسام» (أي انقسام يقصِدون إذا كانوا ينطقون باسم الاغلبية الصامتة؟).ثم وهنا بيت القصيد يقولون بصريح العبارة: انهم يرفضون كافة أشكال الارهاب (إرهاب مَنْ؟ لا يُسمّون، ما يعني انهم يقصدون بالطبع «الإرهاب» الفلسطيني, وفق القاموس الصهيوأميركي وبعض العربي).
اللافت في البيان الهزيل لهذا الحزب المُستولَد استخبارِياًّ, هو ان هدفه «محلياً/فلسطينياً» هو «تقوية الاقتصاد والزراعة «كذا».. وليس ثمة ذكر لا لحق تقرير المصير ولا حديث عن دولة فلسطينية مستقلة, وخصوصاً عدم الإتيان بكلمة واحِدة عن «القدس».. اما في ما خصّ العلاقة مع المؤسسات الاسرائيلية (غير الحكومية) وهذا تعبير جديد ومُختلَق بقصد التمويه فيقول البيان: انه سيتِم فتح الحوار معها, لإيجاد «حلٍ عادِل» ويتم «الضغط» على الحكومة (أَي حكومة؟ لا يقولون صراحة حكومة الاحتلال) لتنفيذه.
.. للحديث صلة.
kharroub@jpf.com.jo
الرأي