يبدو ان جلالة الملك الذي يستشعر خطر المرحلة المقبلة، وما يخطط للمنطقة من قبل الادراة الاميركية وشريكها المتطرف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وخصوصا ما يعرف بخطة " صفقة القرن"،..بالاضافة الى النشاط الكبير واللقاءات الجماهيرة الحاشدة التي كان يلتقيها جلالته في المحافظات، واطلاعه شخصيا على سير الاحداث، سرعت بقدوم اللواء احمد حسني.. الرجل القوي في الدائرة، والذي عرف بخبراته الواسعة حيث كان اخرها مساعدا لمدير المخابرات للمناطق وقبلها مديرا لمخابرات العاصمة بالاضافة الى انه كان قبل ذلك مسؤولا عن المهمات الخارجية ..
اختيار جلالته له في هذا الوقت..يؤكد، اولا على صعوبة المرحلة المقبلة الملقاة على عاتقه بقيادته لجهاز المخابرات العامة..وثانيا وفي هذه الظروف المحيطة بالمملكة، فان اختياره للواء حسني المعروف بمهنيته ايضا تؤكد على انه يريد للجهاز دورا قويا في المرحلة المقبلة، وخصوصا بعد اشارة جلالته في رسالته للمدير الجديد على بعض التجاوزات الخاصة في الدائرة كباقي الموسسات في الدولة، وهو ما يعني ايضا حسب اعتقادي اعادة ترتيب للبيت الداخلي وفقا للمرحلة الصعبة التي تحدث عنها جلالة الملك..
وثالثا..اللواء حسني يعرف عن قرب حالة الشارع الاردني وتدهور الحالة الاقتصادية للناس، وسط مخاوف من نشاط احتجاجي في رمضان، قد يكون لديه خطة عمل تساهم في امتصاص حنق الشارع على الحكومة وقطع الطريق من خلال العمل الاستخباري القوي على من يحاول خارجيا استغلال الظروف الاقتصادية للناس.
الخلاصة ..على اية حال اعتقد ان المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات شاملة في سلوك المؤسسات والقيادات الرسمية من حيث تحسن الاداء، ونبذ كل ما هو خارج عن سكة الاصلاح التي يسعى جلالة الملك ان يحققها بعد هذا التغيير..