عبد الكريم الكباريتي ومستقبل الاقتصاد الاردني
السفير الدكتور موفق العجلوني
03-05-2019 02:12 AM
لا يستطيع اي سياسي او اقتصادي او مالي او رجل أعمال او اعلامي او صحفي او مثقف الا ان يتوقف ملياً عندما يقرأ او يسمع او يشارك في جلسة او حديث او مؤتمر او حتى تقديم اشهار كتاب ككتاب دولة ابو نشأت " حصاد الزمن الصعب " ، الا وان يبحر في التحليل العميق لحديث قامة من اقوى القامات الاردنية في السياسة و المال و الاقتصاد " كما وصفه البعض " ، و احياناً لكلماته وعباراته البليغة و اسلوبه الشيق ، تحتاج الى قواميس اللغة العربية لتستعين في تفسير معاني كلماته وأنت تشعر ان لغتنا العربية لغة الضاط بخير و التي اتحفنا لتوه سمو الامير الحسين بمبادرته لغتنا لغة الضاد .
ما دعاني لتناول هذه القامة الوطنية تصريحات صاحب الدولة قبل ايام اثناء اجتماع الهيئة العامة للبنك الاردني الكويتي وما جاء على لسان دولته قلقه على الوضع الاقتصادي الذي تمر به المملكة، وهو قلق حقيقي ينبع من قلب وفكر رجل وطني لا يستطيع أيا كائناً ما كان ان يشك في وطينته وولائه للقيادة الهاشمية.
كلام نحتاج ان نقف عنده ملياً، لم تأتي هذه الاجراس عبثاً بل جاء حديث دولة الكباريتي عبارة عن انذارات حقيقية وباعتقادي انها انذارات خير وليست انذارات تشائم أو احباط، وانما لاستشراف المستقبل الاقتصادي للمملكة، فكيف لا وهو الطالب المختطف في بيروت عام 1971 حيث تم اختطافه بصفته رئيس التنظيم الطلابي الأردني في الجامعة الأمريكية ببيروت من قبل إحدى المنظمات الفدائية. والطالب الذي كان في استقباله المرحوم بأذن الله جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه بعد إطلاق سراحه وعودته الى عمان، وكيف لا وهو وزير الخارجية والذي كان لي معه تجارب شيقة ودروس وعبر لا أحلي ولا أغلي من ذلك يصعب المقام على سردها، ووزير السياحة ووزير العمل ورئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدفاع .... عبّر عن قلقه على الوضع الاقتصادي في المملكة. مشيراً إن الجميع في الاردن بات يستشعر بالخطر، لافتا الى ان السياسة النقدية والبنك المركزي يقودان الدفع لإحداث التغيير، لان تداعيات الواقع خطيرة وكثيرة ليس فقط على الوضع الاقتصادي والشركات والمؤسسات بل على الوضع المعاشي والاجتماعي والأمني.
أشعر ان قلب دولة السيد عبد الكريم الكباريتي على الاردن كما هو قلب كل الاردنيين الشرفاء بما فيهم دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز. و لكن هنالك عتب كبير على دولة السيد عبد الكريم الكباريتي ، فقامة سياسية و دبلوماسية و اقتصادية و مالية و ادارة و صاحب فكر و استشراف و بعد نظر و صاحب خبرة ومراس و معايشة لظروف الاردن و التحديات التي تواجهها المملكة في الداخل و الخارج و مديونية ضخمة داخلية و خارجية و دولته يتولى رئاسة مجلس ادارة البنك الاردني الكويتي و هو من اقوي و اكبر المصارف الاردنية ، ودولته له مشوار طويل في التخطيط الاستراتيجي و اتخاذ القرارات الحكومية من خلال رحلته في العديد من المناصب الحكومية و غير الحكومية و على رأسها رئاسة الوزراء ، فالمطلوب من هذه القامة الوطنية اقتراح الحلول الناجعة والاليات القابلة للتطبيق الفوري لمعالجات الاختلالات الاقتصادية و اعداد الدراسات الاستشرافية لمستقبل الاقتصاد الاردني من خلال تشكيل فريق اقتصادي وطني مكون من شخصيات اقتصادية اردنية قادرة على مواجه التحديات التي يعاني منها الاقتصاد الاردني و التي اشار اليها دولة السيد الكباريتي، ويكون هذا الفريق الاقتصادي رديفاً للحكومة الاردنية .
الاردن يمتلك قامات اقتصادية وطنية عديدة أمثال دولة السيد عبد الكريم الكباريتي إذا ما اتيحت لها الفرصة للتعاون والتنسيق ورسم الخطط الاستراتيجية القابلة للتطبيق، والعمل بروح الفريق الواحد، فالأردن ومن خلال الاستعانة بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وبخارطة الطريق التي رسمها جلالته من خلال الاوراق النقاشية، بالتأكيد سيصل الاقتصاد الاردني الى بـــــر الامان.