الزوبعة من وجهة نظر الفنجان
احمد ابوخليل
24-09-2009 03:37 AM
(1)
بمواجهة الأزمات والقضايا الكبرى التي تثار في البلد, يسارع متخصصون وخبراء في "التهوين" إلى وصفها بأنها ليست أكثر من "زوبعة في فنجان", وهم بذلك يعتبرون الأزمة صغيرة وتحت السيطرة ولا يجدون مبرراً للاهتمام الكبير بها أو الخشية من توابعها.
إذا أخذنا بالاعتبار وجهة نظر الفنجان, فلا ينبغي أن نستهين بكون أمر ما مجرد "زوبعة في فنجان", فبالنسبة للفنجان, فإن الزوبعة داخله سوف تعتبر حدثاً كبيراً قد يخلخل أركانه كلها. ثم أن تلك الزوبعة سوف تعتبر حدثاً مهماً بالنسبة للقهوة التي في الفنجان أيضاً.
مثلها مثل الأزمات الكبيرة, فإن كثرة الزوبعات التي تحدث في نفس الفنجان سيكون لها أثر على مستقبل الفنجان كله.
(2)
كلما حدثت جريمة أو حادثة كبرى سارع المعلقون إلى القول أنها غريبة عن طبيعة مجتمعنا, وفي السنوات الأخيرة كثرت تلك الجرائم الغريبة عن طبيعة مجتمعنا.
لكن لماذا لا نسأل عن حال "طبيعة مجتمعنا", فلعلها تكون هي ذاتها قد تغيرت ويكون علينا بالتالي أن نقوم بعملية تطبيع مع الطبيعة الجديدة لمجتمعنا.
إن تحديد مواصفات جديدة لطبيعة مجتمعنا سوف تخفف من التوتر الناتج عن الاستغراب في كل مرة, ومن ناحية إحصائية فإن تجديد طبيعة مجتمعنا بما يضمن استيعابها للأنواع الجديدة من الجرائم, سوف يقلل عدد الجرائم الغريبة عنها وهو بدوره ما سيقلل حالات الاستغراب وما يتلوها من توترات.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net