د. الشمايلة: التفكك الأسري سبب رئيس لمشاكل المجتمع الأردني
02-05-2019 01:31 PM
عمون - عزى خبراء ظهور بعض المشاكل الاجتماعية في المجتمع الأردني، كالانحراف وتعاطي المخدرات وتزايد حالات السرقات وارتكاب الجرائم، إلى أسباب عديدة اهمها التفكك الاسري.
ويقول الخبراء إن الأسرة هي المكون الاساس للمجتمع، وبنائها بشكل متماسك، يجنب المجتمع الفساد والافساد، ايا كانت الظروف الاقتصادية والسياسية للدولة.
عمون حاورت رئيسة جمعية الأسرة الواعدة ديمقراطيا والخبيرة الأسرية والتربوية، الدكتورة ايمان الشمايلة، حول التفكك الأسري الداخلي، والتي أكدت أن طرفي الاسرة الابوين هما من يقرر مصير الابناء ويحميان المجتمع، مشيرة الى ان ضعف الخبرة لدى الابوين عنصر اساس في مشاكل المجتمع المحلي.
* ما هو التفكك الأسري الداخلي؟
- هو تفكك الروابط التي تربط الأسرة عاطفيا واجتماعيا وتربويا وفكريا، وعدم الانسجام اللغوي والسلوكي، ويتمثل بالنزاع والصراع المتتالي بين المسؤولين عن الأسرة لينتقل الى بقية الأفراد عند تصاعد المشكلة.
* كيف يحدث التفكك الأسري الداخلي؟
- يتمثل التفكك الأسري الداخلي في ضعف أحد او كلا الأبوين أو جهلهما بالقيام بالمهام الموكلة اليهم في بناء الأسرة وطبيعة القوامة فيها وتقسيم الأدوار، وحب السيطرة من أحد الأطراف، وعدم الانسجام الفكري والسلوكي والعاطفي بينهما، وعدم حب التضحية من قبل أحد الأبوين والنزاعات المستمرة بكافة تفاصيل الحياة.
* ما الأسباب المباشرة للتفكك الأسري؟
- من الأسباب المهمة التدخلات الخارجية التي تفرض سيطرتها في كثير من الأحيان على المحيط الداخلي بالأسرة، وتكون ناتجة عن ضعف أحد الأطراف، رغم أن تدخل طرف خارجي ليس عيبا في العلاقة الاسرية على أن يكون مستشارا مؤتمن وليس فاقد للخبرة أو تعديل المواقف ورسم الاتزان المطلوب بها.
ومن الأسباب أيضا عدم وجود الخبرة الكافية لدى الأبوين لبناء أسرة سليمة والصراع على تربية الأبناء، إضافة الى الصراع المالي وامتلاكه من قبل الأبوين مما يؤدي الى صراع اقتصادي داخل الأسرة لإدارة المنزل أو طريقة الصرف أو التوفير أو كيفية عمل أحدهما وطبيعة العمل وساعاته.
ومن المشاكل أيضا الصراع الترفيهي الناتج عن رفض أحد الزوجين السماح للطرف الأخر بممارسة هواياته أو الترفيه عن نفسه مع أصدقائه والخروج معهم إما لحب السيطرة أو للغيرة الزائدة، أو الخوف على الطرف الآخر.
وهناك سبب وجيه آخر هو وجود علاقات لأحد الزوجين مما يؤدي الى توتر عالي المستوى في الشك والريبة وعدم الاطمئنان للعيش مع الطرف الآخر.
* ما هي الحلول المناسبة للتخلص أو التخفيف من التفكك الأسري الداخلي؟
هناك نقطة مهمة جدا، وهي بداية الاصلاح الاسري، وتتمثل بالوعي الكافي، بمعنى بناء أسرة وشراكة أسرية ومعرفة كل طرف بالمهام الموكل بها وتوزيع المهام بتراضي الطرفين والتعاون عند تقصير أحدهما، إضافة الى تقبل الملاحظة والنقد البناء والنصح من كلاهما، ومعرفة أن النصيحة تعطى لتقدم الأسرة وليس للانتقاد فقط وعدم اللوم الزائد ومحاولة توسيع الفجوة لأي مشكلة وعدم تذكير الطرفين بعضهم البعض من فترة لأخرى بمواقف سابقة عند أي خلاف جديد.
ولحل المشكلات يجب الملاطفة بالكلمات على أن تكون ذو معاني سامية وجميلة ومنمقة كالعطر تنثر في كل مكان فطبيعة الأبناء يبنون لغتهم ومكنونهم من الكلمات من طبيعة سماع ما يدور من حوار منزلي، ويمارسون سلوكهم حسب ما يشاهدون في منازلهم من قبل الأبوين، ومن المهم تصغير أي مشكلة والتضييق عليها بدل توسعة الدائرة.
وأهم الطرق لحل الخلافات سماع كل طرف للآخر، فلا يحتكر الحديث أحدهما بل يبادر بالحوار البناء ويتخذ قرارا قبل الحوار وهو الوصول الى نتائج بنائة وليس أن يتصيد كل منهما الآخر وكأنها مسابقة يجب الفوز بها من أحد الأطراف.
ومن المهم جدا معرفة الحقوق لكل منهما سواء التربوية او الاجتماعية او الدينية، ومن الأمور التي يجب أتخاذها تجنب الحوار القاسي أمام الأبناء مما يؤدي الى لجوئهم لأفراد خارج الأسرة للحصول على الحنان والعطف منهم، والخوف من الأبوين لكون العراك اللغوي والسلوكي غير سوي.