هذا هو الشعار الذي أرجو ان يكون عنواناً لنشاطات الأردنيين وتعبيرهم عن رفضهم لما رشح عن صفقة القرن، وهو أيضاً العنوان الذي اختاره الأخوة في قضاء عيرا ويرقا ليكون عنواناً لاحتفالهم بعد عصر يوم السبت القادم في جمعية البيرة.
يقول وزير الخارجية الأردني انه لا علم له بأية تفصيلات تتعلق بصفقة القرن، ولكن جلالة الملك اطلق لاءاته الثلاث والتي تشكل عنواناً لما يمكن ان يهم الأردن من صفقة القرن وتؤثر على ارضه وسكانه. ولا يختلف الأردنيون بكل مشاربهم وألوان طيفهم السياسي على رفضها.
النشاطات يجب ان تتحول إلى برنامج عمل وطني، نحو انتاج وثيقة وطنية جديدة لا علاقة لها بالعقد الاجتماعي الجديد، وإنما تؤكد العقد الاجتماعي الواقعي والقديم المتجدد في اتجاه تأكيد هوية الدولة والأرض والسكان.
نحن الان امام نبذ خلافاتنا وتقاطعاتها الضيقة، والابتعاد عن معاني الشيخة والوجاهة والتلميع وإنما ازاء عمل حقيقي لتقوية اللحمة الوطنية بكل مكوناتها.
انا اشبه الأردن بسد، تجمعت فيه مياه كثيرة، واحجار، وطفت على وجه السد طفيليات شوهت كثيراً من صورة ابنائه الحقيقيين، هذا السد حمل كل هذا، لا بد من تقوية أركانه، وتجديد مساربه كي ينزل منها الماء الزائد، لان السد إذا زادت مياهه ذهب النقي منها، ويبقى في قعره الطين والحجارة التي لا فائدة منها، هذا السد شرب من مائه الكثيرون، وخزنوا في ابارهم ما استطاعوا تخزينه، وبعضهم لا يهمه الآن ما يحدث، وحدهم اصحاب السد الحقيقيون ومن عاشوا على ضفافه هم المعنيون بالمحافظة عليه.
لا بد من تجديد مياهه، واختيار حراسه ممن يهمهم أن يبقى السد قوياً، هذه مرحلة مفصلية وتاريخية لها ما بعدها، إما أن نكون او لا نكون.
هنا يبرز العمل الجاد والتنظيم الهادف والالتفاف حول الكبير والعميق من الاهداف، والعشائر الاردنية مدعوة أن تلتقي ليس كل واحدة على حدة، أو كل قرية على حدة، وإنما على مستوى المملكة في مؤتمر وطني جامع يؤكد على الثوابت الوطنية، اما الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والنخب المثقفة والجمعيات والتجمعات المنتشرة على طول الوطن، فهي مدعوة أيضا الى التجمع حول هذه الوثيقة التي تؤكد بعمل جاد وتوعية نوعية إلى رفض المجهول الذي يريد ترمب ونتنياهو ان يجرنا إليه في اتجاه تنفيذ ما تبقى من مخطط الحركة الصهيونية التي فتتت الدول العربية، وابتلعت أرض فلسطين وهودت القدس.
الأمر جد، والخطر حقيقي، ومواجهته وافشالة ممكنة، إنها ارادة الشعب دونما مزايدات او انتظار وتلاحم حقيقي بين كل المكونات التي يهمها أن تبقى وتواجه هذا الخطر كي تستطيع أن تؤمن للأبناء والأحفاد أرضاً وتاريخاً ومستقبلاً يعيشون في ظلاله ونكون قد أدينا واجبنا الذي لا مناص عنه.
الراي