السفير الاردني في باريس!
السفير الدكتور موفق العجلوني
01-05-2019 11:49 PM
بداية لا بد من تقديم خالص التهنئة لمعالي الزميل العزيز الدكتور بشر الخصاونة بمناسبة صدور الارادة الملكية السامية بتعينه مستشار جلالة الملك للاتصال. متمنيين له كل التوفيق والنجاح في معية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله.
تتناول وسائل الصحافة والاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ... لا أعلم هل لديها معلومات من مصادر عليا متجاوزين كل الاعراف الدبلوماسية بترشيح فلان او علان لمنصب السفير الاردني في باريس خلفاً لمعالي الدكتور بشر الخصاونه.
اقدر عالياً الاسماء المقترحة اعلامياً او المتوقع "امنياتياً " تولي منصب السفير الاردني في باريس. ولكن اهل مكة أدرى بشعابها وكوني (من أهل مكة ... وزارة الخارجية) وخدمت فيها دبلوماسيا وسفيراً لأكثر من ٣٢ عاماً، وخدمت في باريس اربعة سنوات وثقافتي بالإضافة الى اللغة العربية لغة الضاد التي اعتز بها اللغة الفرنسية واللغات الاوروبية الاخرى ودرست في معاهد وجامعات فرنسية كما درس اولادي في مدارس وجامعات فرنسية، ولا اقصد هنا انني اتطلع لهذا المنصب اطلاقاً والله على ما أقول شهيد. ولكن أقْدِرُ بحكم خبرتي الدبلوماسية ودراستي و " فراستي في تعيين السفراء “، أن مواصفات السفير المفروض ان يتولى هذا المنصب العام يجب ان تتوفر به المعطيات الدبلوماسية التالية:
" ان يكون قد التحق بوزارة الخارجية ضمن المعطيات العلمية من حملة درجات البكالوريوس و الماجستير و الدكتوراه في العلوم السياسية و العلاقات الدولية او الادارة او القانون ... و اتقان احد اللغات الاجنبية كالفرنسية او الانجليزية ...و اجتياز الامتحانات المقررة بامتياز ، مروراً بلجان اختيار الدبلوماسيين المستقلة ، و خضع لدورات تأهيلية في المعهد الدبلوماسي و دوائر رسمية اخرى و عمل في دوائر وزارة الخارجية المختلفة و السفارات الاردنية في الخارج و تنقل من درجة ملحق دبلوماسي ، مروراً بدرجة سكرتير ثالث ، فسكرتير ثاني، فسكرتير أول ، فمستشار، فوزير مفوض ، فسفير مفوض و فوق العادة ( رحلة دبلوماسية من ٢٥ – ٣٥سنة ) ،علاوة على تسلمه مهام مدير اكثر من دائرة من دوائر وزارة الخارجية ، و بالذات المناطق الجغرافية المؤهل للانتقال اليها .
علاوة على ذلك يجب ان يكون السفير المراد استمزاجه للتعين في اي دولة ان يكون ضمن المعطيات السابقة، وتتم عملية التنسيب ضمن القنوات الدبلوماسية بشكل سري ومكتوم، وان يعلن عن قرار مجلس الوزراء بتعين صاحب السعادة فلان ... بعد موافقة الدولة المنسب اليها اسم السفير بالموافقة.
اما ان يصدر اسماء لأغراض واستعراضات افهمها احياناً واحياناً اخرى لا أفهمها فهذا مخالف للأعراف الدبلوماسية وفيه احراج للدولة المنسب اليها كما حدث مع اليابان مؤخراً، وفيه ايضاً نوع من خلق البلبلة داخل وزارة الخارجية، وطمع جهات اخري بهذا الموقع من وزارات او مؤسسات اخرى ... في ضوء أن هنالك سفراء داخل وزارة الخارجية مضى على تعينهم عشرات السنين ينتظرون دورهم بالالتحاق بسفاراتنا الاردنية في الخارج وهم في قمة الكفاءة والتأهيل لتولي منصب سفير في باريس وغير باريس. وبالتالي تعين سفراء من خارج وزارة الخارجية (بارشوتستس) على حساب السفراء المسلكين المؤهلين في وزارة الخارجية هذا ظلم كبير وفساد كبير. باستثناء اللهم ان كان هنالك نفر من قامات اردنية اصيلة تركت بصمات بارزة في تاريخ الاردن و ترتبط بعلاقات دولية بارزة و لها انجازات غير مسبوقة على الساحة الاردنية وبتوجيهات من جلالة الملك حفظه الله في تكريمها ، او لاعتبارات سياسية او اقتصادية او دينية كما حدث بتعين المرحوم معالي الشيخ نوح القضاة في ايران او سمو الامير زيد في الامم المتحدة او تعيين معالي عدنان ابو عوده أيضاً في الامم المتحدة او دولة الدكتور فايز الطراونه في واشنطن او دولة الدكتور معروف البخيت في كل من تل ابيب و انقره او معالي الدكتور مروان المعشر في تل ابيب ... و هنالك العديد من الامثلة ، فعلى بركة الله و على الرحب و السعة ، و هنالك حالات هي مجال فخر واعتزاز للدبلوماسية الاردنية .
لقد حان الوقت ان تتصف وزارة الخارجية بالشفافية والنزاهة، كما هو متوقع ومطلوب، وأضن ان معالي وزير الخارجية السيد ايمن الصفدي وعطوفة الامين العام السيد زيد اللوزي حريصون على هذه المعطيات وان تكون وزارة الخارجية عند طموح جلالة الملك في الشفافية والنزاهة والادارة واختيار وتعين سفراء يمثلون جلالة الملك بحق ودبلوماسيين في قمة الدبلوماسية والكفاءة، والله ولي التوفيق.
العلاقات الاردنية الفرنسية علاقات عريقة وتاريخية ويرتبط الاردن بعلاقات طيبة على مستوى القيادات الفرنسية كافة وقد كنت ولا زلت شاهداً على تطور هذه العلاقة، واتمنى ان نقتدي بالحكومة الفرنسية باختيار سفيرنا في باريس اسوة بسعادة السفير الفرنسي المميز والنشيط صديقي السيد ديفيد بيرتولوتي، والذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة بالإضافة الى لغته الام الفرنسية واللغات الاوروبية الأخرى الايطالية والاسبانية.
علاقاتنا بفرنسا علاقات ممتازة ولا بد من ان يكون لدينا سفير مؤهل بكل المعطيات انفة الذكر ليكون سفير المملكة الاردنية الهاشمية لدى جمهورية فرنسا ممثل جلالة الملك حفظه الله وعند طموح جلالته وأهلاً للقسم: مخلصاً لجلالة الملك وان يقوم بالواجبات الموكولة اليه بأمانة، وان يعمل ليل نهار على تعزيز العلاقات الاردنية الفرنسية وعلى كأفة المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.