مدهش التصريح الذي تكرم به علينا القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق وحمل فيه خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الامنية مسؤولية احداث العنف الاخيرة في قطاع غزة والاقتتال بين حركتي فتح وحماس وأضاف - لا فض فوه - أن الحصار المالي والسياسي كان وراء حالة الاحتقان التي أدت إلى الانفجار.ولم يفت أبو مرزوق ايضا تحميل المجتمع الدولي والدول العربية جزءا من المسؤولية المباشرة واتهم ايضا الإسرائيليين ولام حركة فتح قائلا إنها اتخذت موقفا متسرعا في إلقاء الاتهامات جزافا (وكأن ابو مرزوق لم يفعل) .

واكتشف ابو مرزوق متأخرا انه نسي واشنطن فاستدرك معلنا انها تدعم ماليا مخططا - لم يفصح عنه - وان كان استدرك ثانية ليزج باسم محمد دحلان معلنا ان مكتبه يتلقى الدعم الاميركي بشكل شخصي.

وبعد كل هذا بدا ابو مرزوق متفائلا وهو يؤكد انه لا داعي للخوف من نشوب حرب داخلية أهلية (إذاً ما الذي يجري في شوارع غزة؟) ولماذا تجاوز عدد القتلى خلال اسبوع واحد الثلاثين شخصا واية صفة يمكن اطلاقها على عملية الذبح المتواصله بين المناضلين من حركتي فتح وحماس ؟ واذا كان الملك عبد الله الثاني حذر من ان الاقتتال الداخلي بين الفصائل الفلسطينية لا يخدم الا اسرائيل ويؤثر على مستقبل فلسطين.معربا عن قلقه الكبير بسبب الخلافات الداخلية الفلسطينية وخشيته من ان استمرارها سيؤثر سلبا على التقدم في عملية المفاوضات.

واذا كانت واشنطن دعت كل الاطراف للتصرف بمسؤولية ووقف اعمال العنف التي تهز قطاع غزة.

واذا كانت الرياض رعت اتفاق مكة الذي لم تلتزم به حماس ابو مرزوق واذا كانت مصر تعرض امن دبلوماسييها وضباطها الى مخاطر العنف المنفلت في غزة فانه سيكون من حقنا ان نسأل لماذا يتهم ابو مرزوق كل هؤلاء بانهم وراء الدم المراق في شوارع غزة ووراء النيران التي التهمت منزل رجل الامن الفلسطيني رشيد ابو شباك ؟ مع كل هذا الفهم الناقص لما يجري في غزة من قبل ابو مرزوق فان الدعوة الى اعلان حالة الطوارئ واللجوء الى اصدار المراسيم الرئاسية من قبل رئيس السلطة محمود عباس تشكل احد انجع الحلول الواجب اللجوء اليها في هذه المرحلة .

واذا لم يتم اللجوء لذلك (وهو ابغض الحلال) فلا بأس من ان يدعو عباس سولانا الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية استجابة لرؤى ابو مرزوق الذي يعتقد انه قادر على استغباء الجميع مع انه لا يستغبي الا ...

hmubaydeen@yahoo.com