الافتراق الروسي الايراني المتصاعد في سوريا
د. عاكف الزعبي
01-05-2019 12:45 PM
للآن لم يتم التوافق بين اعضاء ترويكا استانا على تشكيل لجنة صياغة الدستور الجديد لسوريا بمشاركة من المعارضة السورية، واللجنة مطلب دولي تتمسك به روسيا باعتبارها اول خطوة عملية اساسية لحل الازمة السوريه .
الوجود التركي في إدلب مشكلة اخرى لم تقترب استانا من معالجتها . ولنتذكر ان هذا الوجود قد جاء نتيجة لدخول تركيا في ترويكا استانا بمسعى روسي اراد لتركيا شراكة في الازمة السوريه كما هو لايران .
روسيا تتعامل مع سوريا دولة لدولة باهداف سياسية واقتصادية واضحة لا تتعدى نصوص الاتفاقيات المبرمة رسمياً لتحقيق مصالح استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية لكلا البلدين .
بينما النظام في ايران يتدخل في سوريا كنظام ديني وثوري تحكمه أسس عقيدية ثورية لم تعد في وارد سوريا العلمانية والتي انتهت من مرحلة الثورة ولا تحتمل العودة الى تسييس الدين او تشكيل مليشيات مذهبية كما حصل في العراق او تشكيل حرس ثوري يوازي الجيش ويتدخل في زعزعة أمن دول الجوار .
روسيا مستعدة للتعامل مع قرارات جنيف وتعترف بالمعارضة السورية وتسعى لصياغة دستور جديد لسوريا والذهاب الى مرحلة انتقالية للحكم وهذا يخالف ما تريده ايران . كما اثبتت انها غير معنية بحماية الوجود العسكري الايراني من الهجمات الاسرائيليه .
روسيا ايضاً تعتبر مشاركة امريكا واوروبا في اعادة الاعمار في سوريا ضرورة لا غنى عنها ، وتحرص بالغ الحرص على وقف العقوبات الامريكية الاوروبية على سوريا . وكدولة تريد لسوريا الاستقرار تدرك تماماً ان لا استقراراً حقيقياً في سوريا دون مصالحة وطنية تعيد اغلبية من تم تهجيرهم من الملايين السبعة وجميعهم من طائفة واحده .
الافتراق الروسي الايراني ماض في طريقه ويتوسع يوماً بعد آخر لصالح روسيا التي لا يمكنها احتمال السياسات الايرانيه . غير ان استراتيجية المدحلة الروسية غير متعجلة وهي بانتظار العقوبات الامريكية على ايران ان تفعل مفاعيلها .
هذا يعني ان سوريا وشعبها سيعانيان فترة اطول ، وعلى من يعتقد ان الامر في سوريا قد استقر او ان ثمة قدماً ايرانية ستثبت فيها ان يعيد حساباته.