الاول من أيار هو ذلك اليوم المنتظر للعطلة الرسمية للقطاعين العام والخاص ، نتساءل اي يوم من الأيام يصادف هذا اليوم خوفا ان يصادف يوم الجمعه اوالسبت.
نسينا أو قد لانذكر ان هذا اليوم هو تكريمي لنا جميعا ،لا الومكم لانه لا يوجد في واقعنا مايدل على ذلك، حتى أن البعض منا لا يعرف قصته، وتتلخص قصته في تظاهر آلاف العمال في الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة شيكاغو للمطالبة ببعض الحقوق الخاصة بالعمل وأهمها تطبيق نظام ال( ٨) ساعات فقط للعمل ، وأخذ مستحقاتهم المالية دون تاخير، وذلك لأن ظروف العمل صعبة لديهم وفوق طاقتهم ، وكان شعارهم( ٨)ساعات للعمل،و( ٨)ساعات للراحة ، و(٨)ساعات للنوم ، وأعلنوا الاضراب في ١من أيار ١٨٨٦ ، واستمر الإضراب أربعة أيام، وأطلقت قنبلة وأتهم بها العمال حتى وصلت العقوبات إلى حد الاعدام ، وبعد ١١ عاما من اعدام المطالبن بحقوقهم، اعترف مدير البوليس ببراءة العمال ، وبعد ذلك أصبح هذا اليوم احتفالا دوليا بنشاطات وجهود العمال والحركة العمالية .
تمنيت أن يكون هذا اليوم يوما عماليا حقيقيا بكل ما للكلمة من معنى غير ان ما يميزه الاجازة الرسمية ، وهنا لااقصد العمل كوني امرأة عامله،بل أقصد على مستوى المجتمع كاملا ، جميعنا عاملون، ليس فقط بالوظائف وإنما المرأة في بيتها عامله،طالب العلم عامل، وغيره وغيره، العمل له لذات متنوعة فهو عبادة، رزق ،خدمة، تميز، رقي، متعة،تسلية ، خبرات،صقل الشخصية،تطور، ثقافة، وقد يلومني البعض منكم لهذا التوجه وقد يقال غير واقعي، نحن لاننكر بان لاعملا يخلو من المنغصات بل لا تخلو الحياة بشتى جوانبها ايضا، ولكن يجب أن نتخطى هذا الفكر، لانه لن يجني لنا إلا تعب الفكر والجسد والنفس والخسارات.
يجب أن تولي الجهات المسؤولة لهذا اليوم اهتماما اضافيا كافيا، بالاحتفالات الرسمية، وتكريم العمال بما يستحقون، بان يكون يوم للتوعية بحقوقهم وواجباتهم، ومميزاتهم نعم مميزات لاتستهينوا ببعض الامور الايجابية لنا كالرواتب التقاعدية والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي وغيرها ، ولكن لايوجد توعية واقناع بان جميعنا يستفيد منها ، ان علاقتنا مع أرباب العمل وحتى لو كانت جهات رسمية هي علاقة متبادلة وقد تكون مصلحة متبادلة يجب أن تبنى على الإخلاص والاحترام والتفاني والاجتهاد ، حتى تستمر مسيرة الحياة ، والأهم ان يبارك لنا الله في رزقنا، وحتى لو كان قليلا لا يكفي متطلبات الحياة،
الله يعطيكم ألف عافية وان شاء الله تتحقق مطالبكم وامنياتكم