كعادته يحرص جلالة الملك عبدالله الثاني أن يحضر التمارين العسكرية والمناورات التدريبية ، ترى وجهه مشرقا ، وضحكته من القلب ، كيف لا وهو بين عسكره وبين من خدم معه إبان تسلمه قيادة كتيبة المدرعات الثانية .
يجلس على الأرض في ظل دبابة وتمتد مائدة عسكر الدروع على صناديق الذخيرة ؛ قلاية بندورة ومفركة بيض وخبز وشاي ، والأهم الملك يشارك رفاق السلاح وقد إكتست اللحى بالشيب وفاضت القلوب بياضا ونقاءا ، وإعتلى الشماغ رؤوسهم بدلا من خوذ الدبابات ، ويقتسمون الضحكات بينهم وهم يستذكرون حكايات الكتيبة ووجوه الزملاء وتعب الصحاري مع صوت الجنازير واللاسلكي ، وهدير المحركات وهم يصطفونها عند غياب شمس يوم التدريب.
لا أصفى من قلوب العسكر واليوم يعودون متقاعدين، يشتاقون للبس الفوتيك، يلتفون حول قائد الكتيبة السابق واليوم في حضرة قائد الوطن، لم يتغيّر، يذكر الأسماء ويستمع لهم بلا حجاب وبلا برتوكولات، لأنهم النبض الحقيقي والصادق للشعب، بلا مجاملات وبكل صراحة يشتكون ويمزحون معه، فمهما تتباعد السنين، فالملك لا ينسى الخبز والملح والوفاء لعسكره .
طوبى للعسكر وللكتائب ، ولطهر أياديهم وهم الأوفى للتراب وللفوتيك ولرائحة الوطن التي لم تغادرهم، والسلام على الملك بين جنده ، يرفع ألوية النصر ، ويسلّم الرايات لتبقّى خفاقة عالية.