بكت قهوتي .. شبابنا إلى أين؟
د. ثابت النابلسي
30-04-2019 08:22 AM
طالَ حوارُنا، وافترقت آراؤنا ....
لماذا اختلفَ الطعمُ والنكهةُ، وحرارةُ الفنجانِ انخفضتْ رغمَ رحيلِ الشتاء؟ ما هذه الخطوط المبهمة المرسومة على جدران فنجانك، وسالت دموع من القلب، فأفصحت عنها العين ...
ما الذي يبكيك في هذا الزمان؟؟؟
أهو الغياب ...؟ أم كثرة الذهاب والإياب ...؟
أم قلة اللقاء، وحرقة الاشتياق...؟
أم أن كلام الغزل خبت جذوته، وحل مكانه قسوة العتاب...؟
هكذا كان مسائي مع فنجان قهوتي ...
نسيت نفسي عندما سآلتها... لمَ كل هذا البكاء؟
حقيقة أن السبب والمسبب كان قسوة كلامي وحدتي في الطرح لما أحمله من قصص وأحلام وطموحات تعانق رشفات القهوة، وتقبل الفنجان، ولكنها كانت تصب في كل مرة آهات من الأمنيات التى طالما كنت أخفيها حتى لا أعكر المزاج اليومي، وصفوة اللقاء بقهوتي.
يا قهوتي ...
عذرًا لما أصابك وأصابني...
عذرًا لم أكن أقصد عندما صرخت بصوت عالٍ
رج فنجاني "نحن الشباب" لنا الغد ...
عندها ارتد صوتي متسائلًا !!! أين الشباب ؟.
بكت قهوتي..
وأجهش صوتي بتردد ...
هم في كل مكان في الوطن في المصانع، والمشاغل، والشركات، وعلى الحدود، والثغور، وفي كل البقاع ....
لكن صوتًا داخليًا قهرني مرددًا ...
إنهم في الطرقات على أبواب الشركات، يحلقون في عالم من الافتراضات، ففي كل بيت هناك جالس، ومحبط، وخريج جامعة يبحث عن وظيفة عن فرصة، أو عن مصبح علاء الدين السحري، وإبريق الجان، وأساطير الربح.
قهوتي مهلًا ...
الكثيرون هاجروا وقلوبهم تخفق بالحنين للأوطان ...
الشباب هم الأمل ومن رحم المعاناة تولدُ المعجزات، وبسواعدهم تبنى الأوطان، وبأفكارهم تتحقق الطموحات، هكذا عرفتهم.
كي لا نبكي مجددًا ...
شباب وشابات ... ليكن اللقاء فرصة، والإقدام والعزيمة مبدأ، والتعاون والعمل منهج، والوطن رئة نتنفس منها، ولتكن قهوتنا ترقص على دقات المهباش، وأهازيج أمهاتنا تتغنى فرحًا بنجاحنا، وليكن أردننا أقوى، حمى الله الأردن ومليكه وشبابة.