لم تصدر ايران طيلة الأربعين عاما الماضية الى منطقة الشرق الأوسط والعالم تكنولوجيات حديثة زراعية كانت او طبية او براءات اختراع او أعمالاً فنية ولم تقدم للبشرية انجازا علميا يستفيد منه ملايين البشر ، بل على العكس صدرت الاٍرهاب ونشر التدمير والخراب والتدخل في شؤون الدول المجاورة ومحاولة زعزعة استقرارها عبر تمويل الميليشيات التابعة لها التي هدفت الى زرع الفتنة وقتل آلاف الأبرياء في العراق واليمن وسوريا ولبنان .
في االاسبوع القادم ,الثالث من مايو سيدخل الى حيز التنفيذ القرار الامريكي بخصوص وقف الإعفاءات الممنوحة لبعض الدول لاستيراد النفط الايراني ، وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت في نوڤمبر 2018 عقوبات تستهدف تصدير النفط الايراني لكنها منحت ثمان دول ستة شهور اخرى للتكيف مع هذا القرار ولايجاد بدائل أرخص سعرا وهذه الدول هي الصين ، الهند ، تركيا، اليابان ، كوريا الجنوبية ، اليونان ، إيطاليا وتايوان . الدول الثلاث الاخيرة قلصت مستورداتها الى الصفر بالفعل قبل ان يبدأ سريان القرار الجديد .
وتهدف العقوبات الامريكية الى اعادة ايران الى طاولة المفاوضات لإيجاد صفقة جديدة بديلة عن الاتفاق النووي الذي ابرمه الرئيس السابق باراك اوباما وانسحبت منه الولايات المتحدة في عهد ترامب ، ويشمل الاتفاق الجديد الذي تنوي الادارة الامريكية صياغته الأنشطة النووية ، الصواريخ البالستية وكبح نشاطات ايران المزعزعة في المنطقة .
وستعمل العقوبات الامريكية على تقليص السيولة النقدية لدى ايران بنسبة 80% التي تستخدمها لتنفيذ سياساتها المدمرة والخبيثة في المنطقة, وبالفعل فقد انخفضت صادرات ايران الى 1 مليون برميل يوميا مقارنة ب 2.5 مليون برميل في 2018 قبل اعلان الرئيس ترامب انه سينسحب من الإتفاق النووي ، وقد رصدت بعض الأجهزة الأمنية الغربية انخفاض السيولة النقدية لدى بعض المنظمات التي تدعمها ايران كحزب الله في لبنان ومنظمات اخرى في سوريا والعراق .
اوروبيا، فقدت ايران ثقتها باوروبا كصديق يمكن الاعتماد عليه في وقت الأزمات ولم تكن الدول الأوروبية قادرة على مساعدة صديقتها ايران في موضوع الملف النووي اضافة الى ان الكثير من الشركات الأوروبية مهتمة لمصالحها الاقتصادية مع الولايات المتحدة اكثر من الاهتمام بسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية ، وقامت هذه الشركات بإلغاء العقود المبرمة مع ايران تجنبا للعقوبات الامريكية .
اما روسيا الحليف والشريك مع ايران في بعض الملفات فلا تخفي سرورها من الحال الذي وصلت اليه ايران ,اخذين بعين الاعتبار التنافس الايراني الروسي على مسألة النفوذ في سوريا ,اضافة الى ان تقليص الصادرات النفطية الايرانية سيزيد من حصة روسيا في السوق والتي يقدرها بعض الخبراء بـ 6 مليار دولار سنويا.
اردنيا ، ستكون هناك انعكاسات إيجابية جدا على المملكة اذا ما خرجت ايران من المنطقة سواء من خلال اتفاق جديد مع الولايات المتحدة او انهيار النظام نتيجة العقوبات الاقتصادية او نتيجة عمل عسكري ، وتأتي هذه الفوائد عبر تعزيز علاقتنا الاقتصادية والتجارية مع العراق الشقيق وتسهيل عودته الى المربع العربي بخروج ايران ومليشياتها منه ، على الصعيد السوري يصبح بشار الأسد أضعف وبالتالي إمكانية قبوله لعملية انتقال سياسي تمهد لازالة العقوبات المفروضة على النظام السوري مما يعني اعادة العلاقات التجارية مع سوريا الى سابق عهدها ، على المستوى الأمني سيكون الاردن مرتاحا ومطمئنا الى حدوده مع الجنوب السوري الذي يحوي مليشيات إيرانية تهدد استقرار الاردن ,اضافة الى التطلع لحل مشكلة اللاجئين السوريين التي اثقلت كاهل المملكة.
باختصار ، هزيمة ايران تجلب الاستقرار الى المنطقة ,الذي ينعكس على حركة الاستثمارات الأجنبية والسياحة في بلدنا خاصة اذا علمنا ان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا من اكثر المناطق الواعدة في العالم.
Mutaz876@gmail.com