أنّى كانت طبيعة التكنولوجيا العصريّة فثمّة جزء ملىء وآخر فارغ لها من الكأس، ولأنني أبدأ متفائلاً وبالجزء الملىء أقول بأن وسائل التواصل الإجتماعي قرّبتنا وأسرعت تواصلنا وجعلتنا منفتحين على بعض فبدأنا بعض الحوارات المسؤولة وغيرها، لكنّ البعض بالمقابل ينفثون سمومهم القاتلة من خلالها بالفتنة والتلوّن والتمثيل والتشمّت وغيرها:
1. التواصل الإجتماعي عند الأمم الراقية بات أداة عصرية للتواصل السياسي والإقتصادي والتربوي والإجتماعي والأكاديمي والترفيهي وغيرها.
2. التواصل الإجتماعي نتاج تكنولوجي يهدف لخدمة الإنسان وتسهيل مهمات عمله وإسعاده وتجذير إنسانيته لا لتشويشه أو إيذائه أو تنكيده أو التشهير به أو إتهامه جزافاً أو إزعاجه أو غير ذلك.
3. أحسن البعض في خلق حالة من تعظيم نقاط القوّة في أدوات التواصل الإجتماعي، بالمقابل أبدع البعض في إستثمار هذه الأدوات للإساءة للآخرين والأسوأ من ذلك التشمّت بهم وأحياناً البطش بهم أو النيل من كراماتهم وإنسانيتهم.
4. الأدوات التكنولوجية العصرية كأي أدوات أخرى لا تُغيّر في تربية الناس أو أخلاقهم لأن الأساس تربيتهم المنزلية والأسرية والنشأة والتمكين والتحصين ومن الصعب إحداث تغيير جذري على سلوكيات الناس بين عشية وضحاها.
5. للأسف إنّ مُسيئي إستخدام أدوات التواصل الإجتماعي والهاكرز ونافثي السموم وباعثي الفتنة وإن كانت نسبتهم قليلة لكن مجال تأثيرهم كالفيروسات فتّاكة أحياناً لدرجة تشمّتهم بالموت والمرض، والمطلوب من الجميع تعريتهم وفضح أساليبهم الرخيصة لأنهم فئران تخرج من جحورها في عتمة الليل.
6. من العيب والعار أن يختبئ أحدهم خلف حاسوبه أو خلويه الذكي أو رمزيته أو في كهفه أو جُحره ليتطاول على الرموز الوطنية أو الأخلاقية أو الدينية أو العلمية، والسؤال أين الأصالة والمروءة والقيم والمبادئ والعادات والتراث والموروث الإجتماعي والحضاري؟
7. واجبنا جميعاً أن نحافظ على نِعَم التكنولوجيا العصرية، وإن كنّا مستخدمين نهائيين لها لا مساهمين بإبتكارها، مع الأسف، لكن البعض أصبح يتفنّن في إستخدام منظومة عقله للإستخدام السيء فيها.
بصراحة: وسائل التواصل الإجتماعي نعمة عصرية علينا أن لا نسمح للسوداويين والمتطرفين والشواذ بتحويلها لنقمة لا سمح الله تعالى.
صباح الأخلاق والقيم والمبادئ