يمثل الشباب القلب النابض واليد الاقوى التي تبني وتنتج وتحرس الانجاز وهم الطاقة المتدفقة دوماً بالحيوية والنشاط وهم الرابط الاساس بين الحاضر و المستقبل و دائما يعتبر الشباب شرارة التغيير في المجتمعات لما يتميزون به من حماس ومنارة عقول وحب التجديد والتمرد على التبعية والتقاليد إلا إذا على الدين القويم او التراث.
ومع التغييرات المتسارعة التي نشهدها الان مثل الثورة الثورة المعلوماتية والتطور الاقتصادي والسياسي و الاجتماعي والسرعه الواسعة في الاتصالات والفضائيات الاعلامية وهي تغييرات غير متناهية ؛ لهذا تبدو حياة الشباب وحياة المجتمعات غير مستقرة وفيها كثير من التناقضات حتى بين الجيل الواحد.
لذلك يجب الوصول إلى رؤية حول المنهج المطلوب لتربية الشباب على ثقافة التغيير والمرونة في التعلم من التكنولوجيا ما ينفعهم ولا يضرهم لخدمة مجتمعهم و لا يكونو عالة بالاستهلاك المباشر لكي يضعون بصماتهم على الدنيا فيبدعون ليستفيد المجتمع من طاقاتهم الابداعية .
من هنا فإن ثقافة التغيير هي التي تمثل مجموعة الافكار والقيم والسلوكيات التي تبني اتجاهات ايجابية لفهم واقع المجتمع وخصوصيته للعمل على التغيير من السلبي للإيجابي في كل مناحي الحياة حتى نحقق رفعة المجتمع وسعادته والمساهمه بتطوره.
و هنا لا بد من مراقبة ومعرفة موقف الشباب من ثقافة العولمه وما هي قناعته بثقافته العربية وقدرتها على التعامل مع هذا الكم الهائل من ثقافة العولمة حتى نحصن الشباب من التلوث الثقافي الذي يضرب بعض الدول بوقتنا الحاضر .
وحيث أن ممارسة الشباب للثقافة أصبحت بعض الأحيان ممارسة ملتبسة في مفاهيمها وظائفها وتوجهاتها لذلك لا بد لنا من مراجعة وإعادة النظر في مناهجنا التعليمية وبرامجنا الثقافية حتى تتساوى مفاهيمنا مع طموح الشباب ورؤيتهم للحياة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا لكي نحقق التزاوج السليم بين الحاضر والماضي والمستقبل لتستمر الخلافة بين الاجيال بشكل صحيح وسليم.
إن التغيير الذي يجب أن نؤمن به هو سنة إلهية يقوم عليها هذا الكون بكل مكوناته المادية والمعنوية وتتأثر كل المجتمعات بسنة التغيير و هنا قول الله تعالى (( وتلك الأيام نداولها بين الناس )). وما دام الشباب يمثل أكثر من 1،3 مليون شاب حسب إحصائية البنك الدولي. ولأن الشباب يمتلكون القوة بأبعادها العقلية و الجسدية والنفسية فهم الأقدر على الأنتاج والأبداع والتغيير،لذلك دوماً نرى أعمار تجنيد الجيوش من سن 18-26، كما و نرى في هذا الوقت دولاً كثيرة تفتح باب الهجرة للشباب تحت سن الأربعين ونرى كثيراً من الشباب يبدع إبداعاً كبيراً في دول الهجرة .
لذلك لا بد من الوقوف على واقع الشباب والعمل معهم على تحقيق طموحهم ورعاية تطلعاتهم وتنمية مهاراتهم وذلك من خلال :
1. العمل على خلق قيادات شبابية حكيمة ورشيدة لتصبح نُخب وطنية مجتمعية لها دورها ومكانتها ويمكن التعاون معها بيسر ومنطقية عالية.
2. توفير فرص العمل المتخصصة الى جانب فتح باب الابداع لهم ورعاية الابداع رسمياً من خلال مؤسسات الدولة والتوسع بتأطير هذة المؤسسات .
3. توجيه الإعلام بما يخدم الشباب ثقافياً وعلمياً واجتماعياً بما يتناسب مع الإصلاح الوطني و متطلباته.
4. غرس عقيدة الإيمان بالله والوطن مع الانفتاح على الآخر والاستفادة من كل تجارب العالم بما يفيد الشباب ومجتمعهم.
5.العمل دوماً وبشكل مستمر على ربط الشباب بقياداته وأصحاب الشأن على كل المستويات لتنمية حب العمل والعلم وزرع مفهوم المواطنة الصادقة للوطن وأن الوطن للجميع وخدمته مطلوبة من الجميع.
و عندها ستكون ثقة الشباب بوطنهم و مستقبلهم ثقة مطلقة لا تتغير مهما مرَّ بالوطن من ظروف سلبية هنا و هناك لأي ممارسة أو سلوك من مجموعةٍ أو فرد سواء كانت على المستوى الاجتماعي أو الوظيفي أو السياسي . وعليه سيصبح الشباب مبصراً وبصيراً بدينه ودنياه وبوطنه وعروبته ، يعتز بهويته و انتمائه فخوراً بذاته و إنجازاته. وعندها سنحقق ونصل الى أن الشباب ثروة الأمة الغالية وذخرها الثمين من هنا جاء الاردن وقائده ليستثمر بالشباب للخير والفضيلة ولو أن هناك بطء في هذا الاتجاه وعليه نرجو الله أن يعين المؤسسات ذات العلاقة لبناء استراتيجية شاملة ( استراتيجية دولة و ليس استراتيجية شخص ), حتى نحافظ على هذا المخزون المتتابع من جيل الشباب لدينا ويستفيد الوطن بهم علواً ومنعة وقوة.