التصهين الامريكي الرسمي دينياً وسياسياً
د. عاكف الزعبي
28-04-2019 12:17 PM
لربما ينسى الكثيرون الموقف اليهودي الديني والتاريخي من المسيح والمسيحية والمسيحيين. ظل اليهود يبشرون بقدوم الماشيح المخلص (المسيح ) لتخليص العالم من الشرور والظلم واشاعة العدل والسلام . وعندما ظهر يسوع حاملاً بشارته انكروا انه المسيح المنتظر واستعدوا عليه الرومان وطالبوا بقتله الى ان تم صلبه .
من لا يعترف بالمسيح لا يعترف بالمسيحية ولا باتباعها . وهذا هو حال اليهوديه فهي لا تعترف بالاناجيل (العهد الجديد ) ولا بالمقدسات المسيحيه . والمسيحيون في نظر اليهوديه ليسوا اكثر من مرتدين طالما انهم يعترفون بالعهد الجديد ولا يعترفون بالتوراه فقط دون غيره ، وما يظهر من اليهود وكأنه اعتراف بالمسيحية ليس اكثر من مسايرة للأمر الواقع .
اليهودية السياسية المعاصرة (الصهيونيه) ومنذ انطلاقتها لم يفتر لها جهد لمحاصرة المسيحية بالعهد القديم (التوراه) واختصار مرجعيتها به . ومنذ نحو ستين عاماً صارت أمريكا بوابتها الاوسع الى ذلك باعتبارها اكبر واقوى دول الغرب المسيحي . ولا تزال على خطتها لصهينة الكنائس في امريكا ، كما لم تلبث منذ عقود تؤسس فيها مجموعات دينية مسيحية متصهينة ، وتدعم شخصيات سياسية وفكرية يهودية ومسيحية متصهينة ايضاً.
ابرز الشخصيات السياسية المتصهينة جورج بوش الابن وفريقه من المحافظين الجدد . وقد سمعنا هرطقاته عن ايحاءات الرب اليه عند ترشحه للرئاسة وفي حربه على العراق وافغنستان . اليوم تتجاوز هرطقات فريق الرئيس ترامب كل السقوف حيث وقف وزير خارجيته بومبيو امام لجنة الشؤون الخارجيه في الكونغرس ليشكر الرب على مجيىء ترامب لكي يقدم العون والمساعده لاسرائيل .
المواجهة مع اسرائيل عميقةٌ متعددة الاوجه ولا تتوقف عند حدود اساطير التلمود ونفوذ المال وغطرسة القوه . المشروع الصهيوني ماض في توظيف الانحراف بالمسيحية في الغرب وامريكا بشكل خاص ، والسيطرة على مراكز الفكر والسياسة فيها لإدامة تيار سياسي متصهين من المحافظين الجدد ، وتفريخ سياسيين متصهينيين من طراز بيرنارد لويس وصموئيل هنتنجتون ومايكل ليدين .