من الرعاية الهاشمية للمقدسات والأرض في زمن الملك المؤسس
محمد يونس العبادي
28-04-2019 02:09 AM
نقرأ في أوراق ووثائق الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين ما تطالعنا به وثائق صندوق الأمة في شرح أشكال الرعاية الهاشمية لبيت المقدس.
فصندوق الأمة، الذي تأسس بالتزامن وتأسيس جامعة الدول العربية، عام 1945م، هدف لتقديم الرعاية للمقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، وكانت تبرعات الملك المؤسس رافداً يعزز دوره بصون وحماية المقدسات وهو مشروع عربي بمقترح أردني هدف لحماية أراضي فلسطين من البيع لليهود.
وكان الملك المؤسس يدفع ألف جنيه سنوياً لهذا الصندوق، وتشير وثائق إلى قوله (طيب الله ثراه) : "سأدفع هذا المبلغ (ألف جنيه فلسطيني) سنوياً ما دمت حياً".
وفي برقية ، من رئيس سدنة المسجد الأقصى مصطفى الأنصاري، بتاريخ 16/10/1945م، نقرأ شكره على التبرع المقدم من الملك المؤسس، بالقول: " تبرعكم الملكي وسخاء شعبكم النبيل لإنقاذ أراضي فلسطين أنعش آمال العرب لن تتهود فلسطين ما دام البيت الهاشمي الكريم وسبط الرسول الكريم يرعى مقدساتها".
ويعتبر المشروع أول فكرة عملية لمواجهة الصهيونية بأدواتها، وكان التبرع الهاشمي محل تقدير فلسطيني، ما زالت الوثائق تروي ملامحه، إذ نقرأ في وثيقة من أهل جنين للملك المؤسس، بتاريخ 17/10/1945م ، قولهم فيها: " نشكر لسموكم (الأمير آنذاك) العطف على قضية فلسطين وللتبرع الكريم لإنقاذ أراضيها".
ووثيقة أخرى، من أهالي حيفا، حملت تواقيع شخصيات حيفاوية، وجاء في متنها: " سمو الأمير المعظم، إن فلسطين المهددة لن تنسى نجدتكم لصندوق الأمة .. ولا زلتم رمز البذل والسخاء والحصن الحصين لفلسطين والعروبة، وفلسطين لن تضيع وحولها أبطال آل البيت والمؤمنون من العرب".
لقد كانت المقدسات في فلسطين وأراضيها محل اهتمام موصول من قبل الملك المؤسس (طيب الله ثراه) ولليوم، وما زالت متون الوثائق شاهدة على كريم سخاء الهاشميين تجاهها.