الاردن والثورة الصناعية الرابعة
مأمون مساد
28-04-2019 12:34 AM
يقف العالم اليوم على أعتاب ثورة جديدة هى الرابعة فى تاريخ البشرية تغير في الكثير من تفاصيل الحياة البشرية بعد ان اصبح التفاعل الرقمي أداة متاحة للجميع، فضلا عن كون الفضاءات الإلكترونية أصبحت سهلة الوصول بعد أن كانت بعيدة أو مستبعدة وهي فرصة مواتية للدول النامية اقتصاديا كما هي الدول المتقدمة على حد سواء .
والأردن اليوم يستطيع ان يكون وفق المعطيات وتبعا لجملة من الإجراءات ان يكون عضوا فاعلا في هذه الثورة التي ترتسم معالمها برأس المال البشري الثروة الحقيقة والتي تستطيع تحقيق معدلات عالية من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية عموماً، نظرا لميزاتها العديدة التي يجب النظر إليها أردنيا سياسيا واقتصاديا وبنظرات استراتيجية كونها تمتاز بسرعة تطورها بمعدل النمو الأساسى بدلا من معدل النمو الخطي، حيث أن التكنولوجيا الحديثة تدفع دائما تطور وظهور تكنولوجيا أحدث وأقوى،أما الميزة الثانية فتتمثل في زيادة حجم الفوائد بالنسبة للفرد الواحد. ففي العصر الرقمي، تحتاج الشركات إلى عدد قليل من الموظفين وحجم صغير من المواد الخام لإنتاج منتجات ذات فوائد كبيرة، بالإضافة إلى ميزة التنسيق والتكامل بين الاكتشافات المختلفة الذي أصبح أكثر شيوعا.
واذا ما نظرنا إلى الأردن وحاجته إلى الانخراط الفوري بهذه الثورة ،فإن الفرصة مواتية من خلال استراتيجية فورية ومباشرة لا تحتاج إلى بيروقراطية القرار اولا ،ومن ثم علينا المضي قدما في تحفيز شركات الريادة والابتكار في مجال العلوم التطبيقية ،وذلك يتطلب التوسع بحاضات الأعمال وتعميمها على كل الجامعات والمحافظات والمدن الصناعية والمناطق التنموية والخاصة ،ويرافق ذلك إعادة النظر العملية بمخرجات التعليم ومدخلاته عبر التوسع في التعليم التقني .
الدور والمهمة ليست مرهونة بالقطاع العام فحسب ،بل هي أولوية للقطاع الخاص في دعم البحث العلمي والاشتراك المباشر بدعم مؤسسات مجتمع مدني تغيير من نمط تفكيرها وعملها على الساحة الوطنية ،نعم اجعلوا المخيمات الصيفية لإنترنت الأشياء،واقيموا مختبرات الإبداع والابتكار ، ومكنوا الشباب من أدوات التجربة والبحث العلمي .
تجربة بعض الشباب والشركات التي بدأت وعرضت في المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الاوسط وشمال أفريقيا في البحر الميت مطلع نيسان تدعونا للتفاؤل والنظر بجدية بل والتعلم من تجربتهم واصرارهم على النجاح وبناء المستقبل ،وهم ماضون بشق طريقهم نحو الانخراط في الثورة الصناعية الرابعة.