سقنا في وقت سابق مثال «خراف الأضحى».. للتعبير عن حال الأمة العربية كدليل على بؤس ما وصلنا إليه عسى أن تستعيد هذه الأمة حياتها وآدميتها لكن دون جدوى، فمثال «خراف الأضحى» ما زال حاضراً في كل تفصيل من تفاصيل حياتنا العربية.. مالك «الخراف» يسمّنها ويحميها ويعتني بها ويعالجها ليبيعها في نهاية المطاف، والمشتري يدفع بها ثمناً مجزياً ليذبحها.. فملخّص حياة الخراف.. العيش في كنف بائع لا يحفظ الود، والاستقرار تحت سكّين مشترٍ لا يعنيه العُمر.. هكذا نحن!.
مرّ نبأ تأجير مرفأ طرطوس السوري لمدة 49 عاماً لصالح روسيا مرور الكرام ودون الوقوف طويلاً عليه، إما لانشغال باقي الشعوب بمداواة جراحها النازفة، أو لأن الأوطان المستقلة أصبحت فكرة بائدة وممجوجة ومن ينادي بها يعيش في خيالات الحرية.. واضح أن براميل روسيا وطائراتها وجيشها الذي سّخرته في إخماد الثورة هناك، لم يكن لحماية سوريا العربية القوية الممانعة والصديقة والحليفة من أطماع «العم سام»... التي تحتمي خلفه، وإنما لفتح فرع جديد لإمبراطوريتها في الشرق الأوسط ولاستعمار جديد يضع قدماً أمام المشي الأميركي.. لا أحد يخسر المليارات لعيون أحد، ولا أحد يضع كل هذه القوّة تحت تصرف حليف لأنه صديق و«يعزّ» عليه أن يتركه وحيداً.. إنهم يرون الوطن العربي بمجمله مجرّد كرتونة يلعبون عليها (x-o) أميركا تضع الـ (x) في مربّع العراق فتتدارك روسيا نفسها وتضع الــ (o) في مربّع سوريا.. اللعبة لم تنتهِ والتنافس مستمر، وكلاهما يسعى أن يشكّل ثالوثاً تحت سيطرته وإمرته.. ونحن نصّفق لمن يدوسنا ببسطاره الأقوى...
الدروس التي لم تستفد منها الأنظمة العربية، أن لا يوجد شيء أسمه «حليف» إنها كذبة تحاول الأنظمة الضعيفة تصديقها وتسويقها.. هم تجار «يعلفون» الأنظمة ويسمّنونها ليتم بيعها لاحقاً بسعر ممتاز.. والمشتري جزّار يشهر السكين «اسرائيل»... والشعوب العربية «جاعد» لا يشعر بالإيلام بعد السلخ.. ولا بـ «شعطة» الملح!.
مرفأ طرطوس، واحدة من فواتير كثيرة تمّ تقديمها للسداد.. والقادم كثير وخطير.. في لعبة الحلفاء..
ahmedalzoubi@hotmail.com
الرأي