facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فقط .. لمن لديه وقت لأن يقرأ !


شحاده أبو بقر
27-04-2019 11:33 AM

بداية نحن نقترب من حلول شهر رمضان المبارك , والمؤمنون بالله سبحانه , يدركون أنه شهر الرحمة والتوبة والمغفرة لمن أراد الفوز , أما من أراد غير ذلك فهذا شأنه وهو به حر ! .

وبعد : قال محمد صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " , وقال عيسى عليه السلام " لا تظنوا أنني جئت لأنقض الناموس والأنبياء " .

في ظل وظلال ما سبق , نعجب نحن بسطاء القوم , إذ نرى بلدنا " الأردن " وكأنموذج لعالمنا العربي , وقد أصاب المنظومة الأخلاقية فيه عطب لا يمكن إنكاره , لا بل وجميعنا نشكو من هذاء الداء الذي أفقد كثيرا من القيم الأنسانية قيمتها المعنوية الروحانية السامية , وإستعاض عنها بقيم مادية محضة , حتى لقد صارت منزلة إبن آدم هي بقدر ما يملك من مال أو جاه يشترى بالمال .

من ظواهر هذ الإنفلات الأخلاقي وعلى سبيل المثال لا الحصر , تكاثر القتل ولأتفه الأسباب , إدعاء الزعامة للرويبضات , إنتشار آفة المخدرات , الخوض في الأعراض , ترويج الإشاعات بغض النظر عن دقتها أو كذبها , النفاق بكل ألوانه كسبيل لبلوغ لمبتغى بغير وجه حق , الإنتهازية والكبر والبعد عن التواضع , السرقة من مال البعض والمال العام , النميمة وبث الفتن بين خلق الله , العنصرية والجهوية والإقليمية , الواسطة والشللية والمحسوبية , الكرم الباذخ بحثا عن مكسب , إدعاء الحقيقة والحكمة وإحتكارها , الطمع والجشع والغش , وآفة النقمة والإنتقام المدمرة دنيا وآخرة .

تلك نماذج من خصال غير حميدة لا يمكن إنكارها, يضاف إليها الشتائم والسباب عبر وسائل التواصل وبأسماء ما أنزل الله بها من سلطان , إلى جانب كثرة متكاثرة ترى أن ما ترى هو الحقيقة وما يرى غيرها هو الباطل .

ترى , كيف سيكون حالنا لو تحللنا نحن الأردنيين جميعا من كل هذا وحاولنا أن نمارس النقيض الطيب في سلوكنا وتعاملنا مع بعضنا بعضا ! .

ماذا لو إستعضنا عن كلمة "الفساد" مثلا بكلمة" الخطأ" , وقلنا لكل من نتهمهم بالفساد أنهم مجتهدون مخطئون لا أكثر , فكل إبن آدم خطاء , وإن خير الخطائين التوابون, فماذا لو نصحناهم بإستثمار بركات الشهر الفضيل برد كل ما جنوه خطأ من مال عام, إلى خزينة الدولة ", ولا من شاف ولا من دري " , فالناس والفقراء تحديدا يريدون عنبا لا مقاتلة النواطير ! , والمال الحرام يفنى هو وأهله , وحتى لو تنعم المخطئون به حينا من الزمن, فلا بد من عقاب وبطش العزيز الجبار في الدنيا والآخرة , ولا راحة بال لهم مهما توهموا, وإنما قلق وإرتباك وتعب بال, وربما مرض في النفس أو الجسد ,أو فقد غال وعزيز , فالله يمهل المخطئين للعودة عن الخطأ , لكنه سبحانه يمهل ولا يهمل أبدا أبدا !

ماذا لو تراحمنا فيما بيننا وتوقفنا وبالكلية عن عشق الزعامة والوجاهة والطمع والجشع والنفاق والطعن بالآخرين ظلما والخوض في الأعراض وإحتكار الحقيقة !
ماذا لو حرمنا دماءنا على بعضنا كما أراد الله , وتواضعنا وإحترم صغيرنا كبيرنا وأنزلنا الناس منازلهم , وروضنا النفوس على الصدق والبعد عن العنصرية النتنة والإقليمية الهدامة والجهوية المعيبة , وحاربنا معا آفة المخدرات والفقر والبطالة, وكونا معا مجتمع التكافل والتضامن وحب الخير عملا وسلوكا قولا وفعلا معا ! .

ماذا لو بادر موسرونا زادهم الله من فضله , إلى إقامة مشروعات تنموية تشغيلية بالتشارك مع الحكومة في جميع محافظاتنا , وأقصد منهم الموسرين من أبناء المحافظات ذاتها . ثم ماذا لو على الأقل دفع ملاك الملايين زكاة أموالهم وهي " حق " معلوم في ذممهم يوم الدين , لملاك الملاليم , يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ! .

ماذا لو رفعنا من سوية الخطاب والتخاطب فيما بيننا وترفعنا عن صغائر الأمور وتوافه الكلم الذي يكبنا يوم القيامة على وجوهنا في نار جهنم والعياذ بالله ! .

ماذا لو نبذنا الحسد والنميمة والتنابز بالالقاب والسحر والشعوذة من حياتنا وإلى غير رجعة , وماذا لو كان الإحترام والإيثار لا الإستئثار هو نهج ومنهج حياتنا , وماذا لو كنا جميعا بسوية رجل رشيد يحل مشكلات الناس ولا يعقدها ويثير الفتن فيما بينهم, والعياذ بالله مرة ثانية ! .

ماذا لو عشنا التفاؤل والتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب بديلا للتشاؤم والكسل وحب القعود والتلذذ بمصائب الآخرين وعثرات من لا نحب . وماذا لو أحببنا بعضنا بعضا من قلوب صافية صادقة , وتحللنا من الكراهية غير المبررة والحقد الأسود القاتل, والعياذ بالله ثالثة ! .

أخيرا , هل هذا ممكن ! , نعم ولا حاجة بي لأن أقسم بأنه ممكن . عندها سيرضى الله خالقنا جل جلاله عنا وسيرحمنا ولن نرى في صفوفنا شقيا ولا محروما , وسننتصر على كل صعب وعلى كل ظالم وعلى كل متآمر يريد بنا وببلدنا شرا , خاصة إذا ما إلتزمنا ومنعنا النفوس الأمارة بالسوء عن هواها اللعين .

رمضان يدق الأبواب , فهل نفكر مليا ونتذكر أننا وجميعا ميتون في لحظة لا يدري أي منا متى هيه , وأن القوم الناطرين موتهم سيحملونه إلى حفرة لا ونيس فيها ولا جليس إلا عمله , فإن كان بما يرضي الله فقد فاز , وإن كان ويا حسرة علية بما يغضب الله فقد خسر خسرانا مبينا, تاركا خلفه المال والجاه والولد, وكل ما ظنه جميلا وتمسك به ظلما لسواه في هذه الحياة التي وصفها ربنا بالدنيا . باب التوبة مفتوح لمن يؤمن بما قلت آنفا , فهل نتوب قبل فوات الأوان ! . الله سبحانه وتعالى من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :