هل سنواجه حرباً عما قريب؟
ماهر ابو طير
27-04-2019 12:56 AM
توقيتان خطيران سيعبران المنطقة، خلال شهري أيار وحزيران، بما يجعلنا أمام صيف لاهب، وصعب، لا يمكن التقليل من خطورته في كل الأحوال.
التوقيت الأول، سنراه عما قريب، بعد الثاني من أيار، حيث تنتهي الاستثناءات الأميركية بخصوص العقوبات الأميركية على إيران وهذا يعني ان طهران ستدخل مرحلة خطيرة جدا نحو الانهيار الاقتصادي، وفقا لمخططات واشنطن، وإذا كان القادة الإيرانيون يهددون ليل نهار، فإن علينا ان نسأل عما سيفعلون، خصوصا ان آفاق اجراء صفقة مع واشنطن تبدو مستحيلة، حتى الآن على الأقل
على الأغلب نحن أمام ثلاثة سيناريوهات، هنا، الأول سعي إيران بكل قوة الى تهديد استقرار بلد عربي محسوب على المحور الأميركي، وهناك ثلاث دول عربية مرشحة على القائمة الإيرانية، بما يجعل هذا البلد او ذاك ضحية لرد الفعل الإيراني، عبر تحريك مجموعات سكانية فيه، أو جره إلى مخطط مدروس، بحيث تدب الفوضى فيه، وبما يؤثر على أمن الإقليم، ويجعل الولايات المتحدة والمنطقة، أمام خلط للأوراق، وتهديد للمصالح الأميركية، وصولا إلى المصالح الإسرائيلية أيضا، وعلى الأغلب سيتم تنفيذ هذا المخطط عبر أدوات محلية في إحدى تلك الدول، أو عبر مجموعات، وسمات كل دولة من هذه الدول المرشحة، حاليا، هي كونها مستقرة وآمنة، ومهمة جدا للحسابات الأميركية في المنطقة، وعلى صعيد أمن الإقليم، وبحيث لا تحتمل الولايات المتحدة، ولا حلفاؤها، فتح جبهة جديدة في بلد جديد.
السيناريو الثاني هنا، يرتبط بالامتداد الإيراني في العراق وسورية ولبنان، وحتى داخل فلسطين، وما يمكن ان تولده إيران من اخطار ضد الولايات المتحدة وضد إسرائيل، وهذا يعني ان العالم العربي، أيضا، سيكون جزءا من الرد الإيراني، وإذا كانت هذه الساحات بطبيعتها هشة، ومؤهلة لردود الفعل، فالمؤكد ان فتح بوابة رد الفعل عبر هذه الجبهات، او إحداها، سيؤدي أيضا الى رد فعل أميركي، وربما أميركي إسرائيلي، بما يعني ان هذه المنطقة، لن تسلم من الصراع الإيراني الأميركي، وستكون محطة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، ويلاحظ هنا، ان لإيران أيضا، في هذه الدول أدوات محلية، محسوبة عليها، لديها الاستعداد، ولاعتبارات كثيرة، ان ترد عبر أنماط كثيرة متدرجة، تجعل الأمن الإقليمي مهددا، وبما يولد أيضا، مساحة من ردود الفعل، التي لا تحتملها المنطقة أساسا.
السيناريو الثالث، وهو سبق ان تم الحديث عنه مرارا، ويرتبط بما يمكن ان يفعله الإيرانيون على صعيد الملاحة في مضيق هرمز في الخليج العربي، أو باب المندب، قريبا من اليمن، وهذا سيناريو أيضا، خطير جدا، ويصل تأثيره الى العالم، ولا يقف عند حدود المنطقة، برغم ان تأثيره الأساس، سيظهر في العالم العربي، أيضا، ويمس مصالح الولايات المتحدة، التي بالضرورة وضعت كل الخطط للرد على هذا السيناريو، أو أي سيناريو سابق، مع الإشارة هنا، إلى أن واشنطن تتجنب سيناريو الحرب إدراكا منها أنه مكلف وواسع المدى، ولا تحتمله كل المنطقة، ولا احد يدرك سقفه أساسا، واذا ما كانت أي حرب ستنتهي خلال أيام أساسا.
من المستبعد هنا، ان تبحث طهران عن صفقة مع الأميركيين، لان الإيرانيين يدركون ان اشتراطات أي صفقة تعني اخلاء المنطقة من النفوذ الإيراني، وتبدد الحلم الإيراني بالنفوذ، وتقاسم الجغرافيا، السكان، الثروات، والماء، والوصول الى البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، إضافة الى الخليج العربي، وهذا يعني ان كلفة الحرب، ربما اقل عند الإيرانيين، من كلفة الصفقة، أو حتى تجرع العقوبات والموت ببطء.
في المقابل من المستحيل أيضا، ان تتجرع إيران العقوبات بصورتها ما بعد الثاني من أيار بصمت، خصوصا ان العقوبات تأتي بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وهذا يعني ان الإيرانيين أمام محاولة نحرهم سياسيا وإقليميا، لن يقفوا متفرجين، فلديهم أوراق كثيرة يمكن اللعب بها عبر أحد السيناريوهات الثلاثة، او عبر مزج بعضها ببعض، وللمفارقة فأن المنطقة التي تجد نفسها مع اطلالة شهر رمضان، أمام أزمة قد تنفجر بشكل غير مسبوق على شكل حرب، او أزمات، تجد نفسها في بحر الأسابيع ذاتها مع توقيت أكثر خطورة، يرتبط بحل أميركي مشوه للقضية الفلسطينية، وهو حل يخدم إسرائيل، على حساب المنطقة، بما يجعلنا، حقا، امام ثمانية أسابيع صعبة جدا، ومفتوحة على كل المفاجآت.
الغد