تربويون يؤكدون أهمية التحفيز لتعزيز قدرات الطلبة التعليمية
26-04-2019 07:12 PM
عمون- أكد تربويون أهمية التركيز على تحفيز الطلبة باعتباره أحد أساليب التأثير على سلوك الفرد والمجتمع وترسيخ ثقافة التعلم والتعليم والابداع وتجذيرها وبخاصة بين الطلاب في المراحل الابتدائية.
ودعوا إلى ضرورة أن يشمل التحفيز جميع الطلبة بما يعزز شخصيتهم ومهاراتهم وثقتهم بأنفسهم، مشيرين إلى أن اهتمام المعلم بالطالب لا يقتصر على قدرته العلمية بتقديم معلومات الكتاب المدرسي بل يتعداه إلى الاهتمام بجوانب أخرى.
نسيم مطر معلمة في مدرسة اناث التاج الاعدادية، تقول إن شعارها ومنذ بداية عملها "التعليم بحب" والذي يتجسد واقعيا بمد جسور المحبة مع طلبتها والارتقاء بمستوى تلاميذها من حيث التعامل وكسر حاجز الخوف حتى تكون الطريق لتسهيل طرق اكتسابهم للعلم.
وتضيف أنها تلجأ إلى نوعين من أساليب التحفيز المعنوي والمادي علاوة عن تسخيرها لوسائل التواصل الاجتماعي لبث صور وفيديوهات لطلابها من خلال صفحة خاصة لطلبتها بمشاركة أولياء الامور للتواصل ومساندتها بمراحل عملية التحفير للمتميزين منهم.
وتشير إلى أن بعض الطلبة يمتلكون مهارات وقدرات ومواهب خاصة كالحفظ والتلاوة والانشاد والتمثيل والقاء الشعر والرياضة وتقوم بإشراكهم في برامج معينة أو مسابقات ما يشكل حافزا لهم ولزملائهم لتقديم أفضل ما لديهم، من خلال تقسيم الطلبة حسب مهاراتهم دون علمهم حتى لا يشعرون بفروقات شخصية ويتم التعامل معهم بحسب قدراتهم ومهاراتهم، مشيرة إلى أن هذا الأسلوب لا يقتصر على الطلبة المتميزين بل يتم اشراك باقي الطلبة.
وبينت مطر أنها تلجأ إلى أكثر من وسيلة تستخدمها في التعليم منها التمثيل بالدمى المتحركة والغناء والحركة والنشاط والموسيقى، كما أنها تشكل أسلوبا لجذب انتباه الطلاب للتعلم، إضافة أي تعاون بين الطلبة بما يشعرهم بمتعة التعليم.
واعتادت هبة النجار، وهي معلمة مادة الرياضيات في مدرسة أم هاني الثانوية للبنات في بداية كل عام دراسي على استقبال طلبتها الجدد بتقديم الهدايا الرمزية أو البطاقات التحفيزية والتي تصممها بنفسها ومطبوع عليها عبارات الترحيب بهم باستقبال بدء العام الدراسي الجديد، لافتة إلى أن ذلك يشعر الطلبة بكيانهم وشخصيتهم وأهميتهم في الغرفة الصفية ويكسر حواجز التوتر ويعزز مستويات التعاون والصداقة بين الطلبة والمعلمة.
وتضيف النجار أن اهتمام المعلم بالطالب لا يقتصر على قدرة المعلم العلمية بتقديم معلومات الكتاب المدرسي خلال الحصص الصفية بل يتعداه للاهتمام بجوانب أخرى، منها تقدير جهود الطالب ومدحه لسلوكه مع زملائه داخل الغرفة الصفية ما يشعره بالسعادة والفخر أمام نفسه وزملائه ومعلميه ويترك أثرا إيجابيا في بيئته الدراسية.
وتشير النجار إلى أن المعززات تنعكس بشكل إيجابي على الطالب في منزله مع اسرته ولاسيما أن كثيراً من الطلاب يتأثرون بتوجيهات معلميهم ويلاحظ الأهل مدى سعادة أبنهم أو أبنتهم بما يقومون به وبالتالي تشجيع ذوي الطلبة على متابعة أبنائهم في البيت ليبقى الطلبة محافظين على مستويات التميز والابداع.
وتقول أنها وخلال العام الدراسي تقوم بعمل الأنشطة الصفية واللامنهجية ما يجذب انتباه الطلبة ويوثّق المعلومة لديهم وينعكس ذلك تحصيلهم الدراسي ، مشيرة إلى أنها تقدم الهدايا الرمزية للطلبة بين الحين والآخر وذلك تقديرا لجهود الطلبة ومن باب تقديرها وجعلهم اكثر حرصا على التفوق والنجاح.
وقال الاستاذ المساعد في الجامعة الاردنية بقسم علم النفس التربوي الدكتور جهاد العناتي إن الانظمة التربوية ومبادئ ونظريات التعلم ونماذج التعليم لم تلغ دور المعلم باعتباره المحور الاساس للبيئة التعليمية بل تركت له حرية اختيار الطريقة المناسبة لتقديم الاسلوب والمعززات للطلبة بما يضمن الخروج بالنتائج المتوخاة منها. وبين العناتي أن فعالية المعززات تتأثر من خلال طبيعة البيئة الاجتماعية والاقتصادية وتتراوح من شخص لآخر بالإضافة إلى مدى ارتباطها بحاجة المتعلم، مشيرا إلى أن المعززات نوعان: خارجي وهو مؤقت ولمرحلة انتقالية وتنتهي ، وداخلي من داخل الشخص المتعلم والمدرك بأن المعرفة التي اكتسبها لديها قيمة ووزن وهي بالنهاية تفضي إلى بناء انسان متعلم مدى الحياة .
بترا