لم يحرر شبر أرض في فلسطين ولم يُكتشف بها أي آبار نفطية غزة ولم تبنى أبراج استثمار ولم نشاهد مجموعة من المقاومين تجتاح معتقل للأسرى وتخرج النساء الفلسطينيات وتُعلق علم فلسطين هناك، لم نشاهد فلول الصهاينة تهرب من حدود اعتداء 2003، وليس حدود 67 أو 48 ، ولكنا شاهدنا بأم أعيننا المجازر الصهيونية التي كان أخرها ببيت حانون ولم نرى أي واحد من أولئك الذين يحملون " b7 " وآلاف "الكلشنات" .
لم تنتهي مرحلة النضال بعد لنتقاسم إرثها،ولا يوجد ما يفتح الشهية على عمليات الخطف والقتل التي تجري في غزة . أين المشكلة هل هي صراع على قوى تريد تحدي إسرائيل ؟
طبعا لا فالجبهة خالية ولم نعد نشاهد عمليات تفجيرية ولا حتى مجرد مناوارت واهية،فكل حملة السلاح يتربصون ببعضهم والجسد الفلسطيني مستهدف ليقتلوا من لم يقتله الصهاينة وليساعدوا الأعلام الصهيوني على أن الشعب الفلسطيني شعب قتل وإرهاب.
هذا الوضع الذي كانت تحلم فيه الدول المعادية أنه الواقع المشوه الذي أظهر تصارع مجموعة من مدعي النضال بعد أن شوهوه في الأردن ولبنان والآن لم يشبعوا من المليارات التي سرقوها باسم النضال، الذي كشف حاله في وطنه .
لقد حسدنا ذلك التفوق الديمقراطي الذي قدمته الانتخابات النيابية وتكلم الشعب الفلسطيني بما يرضي ضميره بعد أن كان الشاهد الوحيد على فترة حكم "الفصيلة الفلسطينية الحاكمة" التي كانت توهمنا دوما أن المنتخبة والمرشحة الوحيدة للتكلم باسم الشعب ورضخت لحكم الشعب الذي ثار ضد الترف وضد رمي الرماد على بؤر الفساد.
بغض النظر أن فتح لم تعالج نفسها حسب "روشيتة الشعب الفلسطيني" أو من حماس التي وضعت نفسها في حقل ألغام السياسة، فأن هذا التصارع يقود للهاوية والوقت ليس للمحاسبة الوطنية فلم يحصلوا على شيء يتقاسمونه إنها شبه مدينة أكثر ما تكون شبه دولة ممزقة بشرخ الجدار العازل .
والسؤال الذي طارد تاريخ النضال الفلسطيني دوما لماذا تتسارع تلك الفصائل على القتال والخلاف بدل أن تتدارك دوما مراحل الفشل التي طاردتها عندما كانت ضيفة على أرض الغير ولم تحترم ضيوفها الذين انقلبوا عليها حفاظا على مستقبلهم بعد أن لاحظوا أن الأمر أخطر من أن يكون مجرد كفاح عن أرض مقدسة .
ولكننا الآن على أرضهم وبين شعبهم ومن يقتل منهم ولن نسمع لحجج ثورة "المُستقبلين" أو التآمر العربي ، ها هي ساحة غزة تعرض مشاهد محزنة ومبكية أكثر ما تكون تراجديا لانقلاب الثورة الفلسطينية على ذاتها قبل أن ترجع شبرا واحدا من الأرض المغتصبة والسؤال الذي يرن في كل أذى لو حررت فلسطين ماذا سيحصل وقتها ؟ هل سيصبغ نهر الأردن وقتها باللون الأحمر الفلسطيني.
Omar_shaheen78@yahoo.com