سلام لروحك الطاهرة د. عبد اللطيف عربيات
فيصل تايه
26-04-2019 02:46 PM
نعزي انفسنا أولا كاردنيين وثانياً كمسلمين بفقدان شيخ جليل وعلم من اعلام الدين الشيخ الدكتور عبد اللطيف عربيات الذي اشعرنا بقفدانة وغيابه باليتم في هذه اللحظات لفراقه المباغت ، اشعرنا بحداد الوطن الكبير على روح هذا الشيخ الجليل .
هذا اليوم فارقتنا روح شفافة صافية، فيه من الكبار العبقرية والخبرة ، كان حكمة تتحرك على الأرض وإحساساً يتوجع , رحل بصفته أجمل رابح وأجمل خاسر عرفته ، وقد قضى حياته في استذكار الجميع وفي عقلة وفكره كل الشرفاء .. رحل قامة باسقة ووحيداً وواضحاً ومتشنّجاً تنتظره الأمنيات مكلّلة بهمومه القديمة والجديدة معاً.. رحل وقد عاش حياته بحب بالرغم من التعب المكدّس في زحمة أيامه .
.
لقد كان الدكتور عبد اللطيف عربيات ذخراً إنسانياً ومعرفياً وظاهرة قيمية وطنية ومرجعيه اسلامية وتربوية من الصعب تكرارها .. تلك هي ميزه دائمة عُرف بها خصوصاً أنه كان الآسر لمناقشيه برفعة المستوى الثقافي الباهر ، إذ كان الأعرف من بين جميع المتخصصين ، وهو ابن الاردن الغيور على وحدته وتماسكه ، وهو الافهم بمختلف تطورات الاحداث التي عصفت بالمنطقة ، فهكذا عرفناه ، العلامة في الدين والوطنية والتربية الأكثر أثراً ، الكبير الوفي لدينة ووطنه وعينه تجمع ولا تفرق في دولة الحب والامان.
الدكتور عبد اللطيف عربيات الذي كان رئيسا لمجلس النواب الأردني لثلاث دورات ، منحة جلالة المغفور له الحسين ابن طلال لقب معالي لثقته ، رغم أنه لم يتسلم أية حقيبة وزارية فهو واحد من ابناء وطننا وديننا وامتنا وجلدتنا الغر الميامين توفاه الله وهو ساجداً ناسكا متعبدا في هذه الجمعة الفضيلة ورائحة التربة الاردنيه الأصيلة تفوح من محياه الطاهر ، فقد عاش أخر ايامه كملاك معذب على هذه الامة ، وكان الأسمى من بين كل المهمومين بوجعها . . .
هؤلاء هم ابناء الاردن الشجعان الذين قدّموا الكثير لاردنهم بسخاء ليظل الاردن شامخاً ، فسلام على روحك الطاهرة ايها الشيخ الجليل وعلى روح كل ابناء الامة الابرار ، ولتبقى ذكراهم في نفوس كل الوطنين ابناء الاردن العظيم ، فيا أيها الوطن الذي تحتضن العظماء اطبق عليهم من حبك ومن ترابك الطهور ما تقر بيه اعينهم وأرواحهم .
.. وداعا ايها الراحل الكبير ، والى رحمة الله ، والفاتحة منا ومن كل محبيه..
وانا لله وانا اليه راجعون