دون كيشوت الاردني ( الانتحاري)
د. فيصل الوريكات
26-04-2019 02:01 PM
وبعد ان تناول افطاره وتصفح سريعا مواقع الاتصال الاجتماعي وردود الافعال ... لمعت في راسه فكرة الجهاد ضد رموز الفساد ليخلص البلاد والعباد من عتاة الظلم والاستبداد ...فكتب على موقعه بانه منذ اللحظة انتحاري صاحب جذور فدائية ضاربة في التاريخ تصل الى اعتاب الحسين ..تناول بخفة خوذته واحكمها على راسة وامتشق الحسام المهند وانشد قائلا :
أَمُعَفِّرَ اللَيثِ الهِزَبرِ بِسَوطِهِ ..... لِمَنِ اِدَّخَرتَ الصارِمَ المَصقولا
وَقَعَت عَلى الأُردُنِّ مِنهُ بَلِيَّةٌ ....... نُضِدَت بِها هامُ الرِفاقِ تُلولا
ما كُلُّ مَن طَلَبَ المَعالِيَ نافِذاً ......... فيها وَلا كُلُّ الرِجالِ فُحولا
وامتطى فرسه البيضاء يسابق الريح ..فمبتغاه ومقله عيناه احدى الحسنيين فأما نصر على اهل الفساد يسر به الصديق واما ممات يغيظ به العدا وفي اسوأ الحالات اقالة غير مكلفة او قطع لرأسه الدائري
الصغير ووضعه على رأس احدى جبال عمون لتأكل الطير منه ..
وبعين الصقر كما قال رامبو في اغنيته الحماسية ( عيون الصقر) لمح من بعيد خيال فاسد غير مستعد وغير ابه يرفل في صحراء ام اذينه مضجع مع شقراء لعوب وبيده سي دي يدوره يمنه ويسره..
فلما تمكن منه بادرة بالقول :
أنا الموت الذي آتى عليكم ... فليس لهاربٍ مني نجاء
عزمت على ان احضر راسك على صينية واقدمها لمجلس الشعب في ربه عمون.
نظر الفاسد اليه نظرة غير المصدق وبلهجة السخرية والكبرياء : لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا ابن الاكارم .. ان اردت الغداء والمتعة والمال فأهلا وسهلا بك في الطابق الثاني حيث بغيتك وان اردت الحرب فاليك بها ..واشار بإصبعه فبهتت عيناه من رؤيه عدد من عليه القوم يعرفهم ويعرفونه... واحس بدنو قدره وقله حيلته وهوانه على الناس عندما بادره صديق قديم : الم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك بضع سنين ووزارتك لا اقاتل بها واوي في وديان عبدون وقد تعمل بها المساج لظهر فاسد ولكنها لا تكسره
اسقطت الخزانة من حوله وتناثر الزجاج وارتطمت بقايا يده بوجه احدهم وقفزت بدون وعي الى وجهه وعضت انفه فامتلأ وجهة بالدماء وجفل كل من البيت على صرخته وبادرت الفلبينية بدون ادراك للاتصال بالطوارئ ..
وما هي الا دقائق الا والاطفائية تملأ الاجواء بالوي وي ونزل العسكري وبيده خرطوم الماء ..فخرج ليحاول ان يعالج الموقف وارتجل شاكرا الجنود وقال بانها كانت تجربة للحريق متفق عليها ومع انه غير راضي قليلا على وقت الاستجابة فان هذا لا يقلل من قدرهم وابتسم الجندي وهو يعيد الخرطوم الى مكانه وقال : سيدي انت الآن احوج ما تكون لتجربه اسعاف ..