facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أوراق متعبة


سهير بشناق
26-04-2019 12:10 AM

ذاك القلب لا يشبه شيئاً .!

لا شيء اكبر واعمق من ذاك القلب !

ليس مثله شيئا ولا شبيه له .

كيف يمكنه ان يحتوي بنبضاته كل هذا القدر من الحب الذي لا ينضب

وكأنه اسطورة تحملنا الى عالم اخر ابطالها فقط من يمتلكون هذا القلب

كيف يقوى هذا القلب على ان يمنح ويسخر كل ايامه ومشوار عمره لهم ..؟

كيف يقوى هذا القلب على تجاوز اخطائهم وعثراتهم مهما اصابته في نبضاته ليستمر بذات الحب وبتلك القدرة المختلفة على العطاء ...؟

يخرجون هم للحياة من اعماقه ليست اجسادهم هي التي تحتويهم بل قلوبهم بحكاية حب لا تشبه شيئاً بالوجود

ينتقلون هم من مرحلة لاخرى وذاك القلب رفيقهم وكأنه نور يحيط بهم يأبى ان يتوقف بما يمنحهم اياه لانه اضعف بكثير من ان يكون الا بهم ومعهم

كيف لهم ان يتفهموا هذا الحب وهذا العطاء ليكونوا رفقاء العمر واجمل محطاته ؟

كيف لهم ان لم يتمكنوا من مبادلة هذا الحب والعطاء بشيء يشببه ان يكتفوا بقليل من الطمأنينة والسلام لهذا القلب.

هم ليسوا كالاخرين هم نبض القلب والروح هم الذين بوجودهم يمنحنون ذاك القلب شعوراً مختلفاً بالعمر لا يمكن ان يتكرر مع انسان آخر ..

ونحن معهم لا نكون كما نكون مع الاخرين يمنحوننا بقدومهم لهذه الحياة قدرة كبيرة على التسامح على نسيان اخطائهم وكأن الذاكرة تفقد قيمتها معهم ترفض ان تتذكر سوى ما هو جميل ...

لا نمتلك الفرح ان كانت نفوسهم متعبة ولا نشعر بقيمة الايام الا من خلال ايامهم نحاول في مرحلة ما من مراحل اعمارهم ان نتفهم معنى الصداقة اكثر واكثر وان نلامس قلوبهم ونفوسهم بطريقة لم نعتد عليها من قبل لربما لاننا لا نعترف كثيرا بالعمر وبالسنوات وبانهم اصبحوا مختلفين كلما كبروا عاما

نحاول ان نكون لهم اكثر من ما بقلوبنا من مشاعر حب وعطاء لان الحب وحده في مراحل ما ومحطات بالحياة لا يكفي وحده للاحتفاظ بهم وابقائهم يدورون في فلكنا وعالمنا .

لا يمتلكون هم قدرة تفهم ما بقلوبنا فنبدو لهم يوما كمن يحاول ان يكون بعالم ليس له بالرغم من انه يدرك جيدا انه هو من يمتلك حدود عالمهم ويعلم جيدا ماهيته .

ورغم ذلك لا نغادرهم .... نراقبهم عن بعد ونحتضن الالم ان شعرنا بانهم لم يعودوا لنا

لم يعودوا لنا ليس لرغبتنا بامتلاكهم وابقائهم اطفالا كما كانوا لكن لاننا لا نقوى على رؤيتهم يبتعدون دون ان يكون لنا وجود بايامهم

في مرحلة ما علينا ان نكون اقوياء ونحن نراهم يخوضون تجاربهم ....

لا نتمتلك ان نجنبهم خيارات هذه التجارب ، فهم ليسوا نحن ولن يكونوا ....

نتحمل احيانا قسوة قلوبهم .... واختلافهم وينتابنا مشاعر مختلفة وكأننا اصبحنا غرباء عنهم

ورغم ذلك يستمر هذا القلب بمحبتهم .

وتكون اسماؤهم حاضرة في صلاتنا في محراب محبتهم وارتباطنا بهم .

لنعود دوما لهم وكأننا نرفض ان تنتهي ادوارنا معهم وكيف لا وذاك القلب نابض لهم وبهم وتلك الروح احبتهم قبل ان تراهم عيوننا!

لا شيء بهذا العمر يشبه محبتهم وعمق وجودهم .

هم فقط الذين امامهم ندرك كم نحن ضعفاء لا نتوقف امام عثراتهم وقسوتهم وان تالمنا وانتظرنا شيئاً مختلفاً ...

هم ابناء الروح من اللحظة التي اصبحنا بها امهات تغيرنا كثيرا ...

لم تعد قلوبنا ملك لنا .

ولم تعد احلامنا لنا فقط بل اصبحت احلامهم هي بوصلة ايامنا الاتية

منذ اللحظة التي ادركنا فيها معنى الامومة ادركنا بها ماهية الحياة وكيف يمكن لهذا القلب ان يحتويهم ويحبهم ويمنحهم كل ما يملك ولا ينتظر الكثير ولربما لا ينتظر شيئاً فهذا العطاء وتلك المحبة التي لا تشبه شيئاً تعلمنا الا ننتظر

وان نبقي ابواب حياتنا مشرعة امامهم ليختاروا هم شكل وجودهم بها

نريد ان نقترب منهم قليلا ونجعلهم زائرين لما في اعماقنا وما يحمله ذاك القلب لهم ولو لمرة واحدة علهم يدركون معنى وجودهم لنا علهم يلامسون قيمة ومكانة محبتهم بنفوسنا ....

فلا يغادروننا ولا يقسون علينا ولا يتناسون من نكون ويدركون ان اي محبة جديدة ستكون بايامهم واي قلوب اخرى ستحتويهم لا تشبهنا ولن تكون نحن لاننا بايامهم لا نتكرر فنحن مرفأ آمان وملجأ اعمارهم وتعبهم ودعوات مستمرة لا تغيب الا بغيابنا نحن ....

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :