جسارة "الحبحبة على الخدين"
احمد ابوخليل
19-09-2009 04:49 AM
صدرت بالأمس فتوى تشجع الناس على عدم التقبيل والاكتفاء بالمصافحة وخاصة خلال أيام العيد.
الواقع أن السلام "مخامسة" لا بأس به فعلاً, وهو يعد من أصناف التحية الجيدة بشرط أن لا يكون من "رؤوس الأصابع" أو بأيد مرتخية. وبالطبع فإن أحداً لا يجادل بأن الضم والتقبيل بعد "المخامسة" يعتبر صنفاً أشد من أصناف التحية, لكن يمكن الاستعاضة عن ذلك بمواصلة هز الأيدي المتصافحة مع الاستعانة باليد اليسرى بحيث توضع على كتف الشخص المقابل أو أسفل ساعده اليمين أثناء الهز.
مع هذا فالناس سيواجهون مشكلة هذا العيد, فالتقبيل يتم عادة عندما يهم أحد الطرفين بوجهه نحو الآخر فيسرع هذا نحوه, ومن المحرج أن يهم احدهم نحوك بقصد التقبيل فتصده أو تبتعد عنه.
وفي هذا العيد سيكون الوضع أكثر حساسية بعد أعلن رسمياً عن أن التقبيل غير مستحب, فإذا لم تبادر أنت أو لم تقابل مبادرة الطرف الآخر نحوك, فإن ذلك سيفسر بأنك تظنه أنه مريض وأنك تخاف أن تصاب بالعدوى, ويندر أن يتم تفسير الأمر بأنك لا تريد أن تعدي الآخرين. والمشكلة ستتعقد أكثر في حالة تقبيلك لبعض الموجودين دون غيرهم.
ليس هذا فقط, فقد لوحظ منذ بدء انتشار المرض نشوء صنف جديد من التحية بين الأصدقاء, إذ يبادر الصديق بتقبيل صديقه وهو يقول: "هات جاي بلا انفلونزا بلا هم", وهو ما يعني أن الطرفين يتذكران المرض ولكنهما يصران على التقبيل, وهو ما يعني أن جسارة "الحبحبة على الخدين" التي غنى لها الفنان المرحوم فارس عوض ما تزال متوفرة.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net