يا لعيّب يا خريّبد.فايز الربيع
25-04-2019 12:19 AM
كان أولاد الحارة سواء كانوا في بيوت الشعر أو في قرى صغيرة، يمارسون هواياتهم، يوم لا كان تلفزيون ولا «فيسبوك» يمارسون هواياتهم من خلاله، ويظهرون بطولاتهم، كانوا يعرفون بعضهم البعض، يعرفون من يلعب جيدا ومن لا يتقن اللعب كان يعطى لأحدهم حرية إختيار فريقه، وبخاصة في كرة القدم، لم تكن كرة بالمفهوم الحالي، كانت اشبه بكره، مكون من مادة صفراء، إذا أصاب الكرة مكروه لا ترجع لحالها. وأحيانا كانت هناك كرة (الشرايط) التى نلعب بها الحجارة السبعة ولعبة (طاب يا عود) في كل من هذه الألعاب هناك من تفننوا فيها، والبعض ليس لهم قدرات حالهم كحال المهر بين رجلين أمه لا هو يركض ولا يجعلها تركض، يأتى احدهم متأخرا، اَي انه لم يكن لديه خبر بموعد اللعب، ولا بمكان الفريق، ويكون اللعب قد بدأ بين فريقي الحاره، فينادى بأعلى صوته (لعيب ام خريب) يقول له البعض انتظر قليلا فقد بدأنا حتى ننهى على الأقل الشوط الاول من اللعب فيصر على رأيه، ينسحب احد اللعيبة ويقول لهم ادخل مكاني، يمتعض الفريق لإن الذى خرج كان يسد ثغره كبيرة في الملعب، والذى دخل لا يستطيع فمهارته محدودة وصبيان الحارة يعرفون امكاناته وأنه في كل وقت شعاره لعيب ام خريب اَي دوره في التخريب فقط، عالم السياسة لا يختلف كثيرا عن الملعب، قال أحدهم نحن أفضل دولة في كرة القدم، فيقول أحدهم انتم لم تفوزوا في لعبة واحده فيقول نحن (الطابة) العالم العربي اصبح طابة تلعب على ساحتها كل الأمم، وتحدد من يلعب ومن لا يلعب، وإذا تم استثناء احدهم يقول (خريب) فيعطى له دور، اليوم يمكن اللعب من خلال الانترنت، ويمكن ان تكون هناك مباريات ونتائج، أصحاب الملعب الحقيقيين وأصحاب الارض وأصحاب الكرة والحاره والشارع والبيت يتم استثناؤهم من اللعب ويحل محلهم اخرين، يمكن ان يكون له دور في شراء (الطابة) ودفع ثمنها حتى في المشاريع المحلية في الأحزاب والتجمعات ومحاولات الإصلاح يدخل أناس من باب التخريب وليس من باب إتقان الدور في اللعب، المهم أن يكون لهم حضور وأن يظهر اسمهم على الشاشة، حتى ولو حلوا محل اصحاب الارض والتاريخ كانت الحارات والبيوت المتلاصقة تفرز من النابه، ومن المحترف، من اللامع والذكي، لانها تدريبات عملية على ارض الواقع، اليوم حلت ساحات التواصل الاجتماعي ميدانا لإظهار البطولات وفِي عصر التلميع الإعلامي والقدرة اكثر على الجلوس بجانب المدفأه، وتناول عدد اكثر من أكواب الشاي يكون الحضور البهي على حساب المشاريع الحقيقية، والقدرة والرغبة الصادقه والإمكانية لإن عقلية (يا لعيب يا خريب) هي الأساس في المعادلة غير المقبولة، ربما ينسحب الفريق كاملا ويترك الملعب لكل من دخل برغبة التخريب، وهكذا تضيع المشاريع وتتشابك المصالح في الداخل والخارج. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة