facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الشباب ولغة الضاد والهوية


د. ثابت النابلسي
24-04-2019 11:10 PM

لحروف اللغة العربية معانيها الخاصة وطاقاتها المعنوية المنبعثة من جمالها الخلاق، فهي ذاك الألق الجميل الذي يمنح الكلمة قوة الدلالة في التعبير والتأثير في النفس، وتعمل على إثارة المشاعر الفياضة بدقائقها ورقائقها.

واللغة العربية من اللغات التي بلغ فيها ثراء مفرداتها وصيغ تعبيرها ما لم تبلغ به أي لغة أخرى، مما أثار إعجاب علماء اللغات من المستشرقين الذين وصوفها بأنها: " مثل فينوس ولدت كاملة الجمال، واحتفظت بجمالها وكمالها مع تعاقب الأزمان وتطاول الخطوب".

لقد نزل القرآن بلغة قريش التي كانت اللغة السائدة عند جميع القبائل العربية، قبل نزول القرآن الكريم، ومع نزوله ارتقت أساليبها، وازداد جمال بيانها، وأصبح الاعتزاز بها مرتبطًا بكرامة إلهية كونها تمثل لغة كتاب رب العالمين.

ولي العهد الحسين ولغة الضاد:

في عصر ظُلمت فيه لغتنا العربية من أبنائها، وباتت غريبة فيما بيننا، وأصبحت اللهجة العامية تغزوها من كل جانب، وأصبحت فيها الرسائل عبر الوسائل المختلفة تفتقد إلى معانيها الراقية، وانتشرت الكلمات العامية الدارجة والمستورد منها، والتي أدت إلى غياب كلمات الفصحى واختفائها.

جاءت مبادرة سمو ولي العهد الحسين بن عبد الله – حفظه الله – لإنقاذ لغة الضاد، والنهوض بها مجددًا لإدراك سموه بأن الأمم تتميز عن غيرها بقوة لغتها، فالأمة التي لها لغة مميزة هي الأمة القادرة على الحياة.

دعوة سمو ولي العهد جاءت في وقت نحن بأمس الحاجة إليه لإنقاذ لغتنا مما يشوبها من اعتراء، نتيجة تخلي أبنائها عنها فأصبحوا يدخلون الكلمات الغريبة على لغتنا، متجاهلين أن أسلوبهم هذا قد ألحق الضرر باللغة العربية،  وشوه جمالها.

إطلاق سموه نداء للشباب  بالمشاركة في مبادرة – لغة الضاد -  جاء من شعوره بالمسؤولية تجاه لغته العربية، واهتمامه بالشباب العربي لكي يبادروا بإثراء لغتهم– لغة الضاد-  والمحافظة على مكانتها، والعمل على تطوير تقنيات تمكينها رقميًا، وإثراء محتواها على الانترنت عن طريق إعداد سفراء لها يعملون على تعزيز دورها وإظهاره في حقول المعرفة، وإنشاء وتعزيز عدد من المنصات الإلكترونية للتواصل باللغة العربية، واستخدامها في جميع مجالات الحياة العملية والعلمية والتقنية، والإبحار في عالم المعرفة ليسطروا مجدًا تليدًا، وحاضرًا مشرقًا، ومستقبلًا واعدًا يرسم لنا طريق الغد المشرق بإذن الله تعالى.

الشباب ولغة الضاد وعلاقتها بالهوية

إن لغة الضاد لغة الفكر والوجدان والإرادة، وهي لغة القرآن الكريم. قال تعالى: "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون". وقال عز وجل "وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا".

إن هناك تحديات وتهديدات كبيرة تواجه لغة الضاد أهمها: نظم التعليم التي لم تعد تعطي اللغة العربية اهتماماً كما كان الأمر سابقًا، فأصبح جيل الشباب بالوقت الراهن يعانون من مشكلات كبيرة في القراءة ، وأصبحت الأخطاء واضحة في الكتابة والتعبير.

بل إن بعض أبناء جلدتنا من يتفاخر ويتباهى بأن أبناءهم لا يعرفون اللغة العربية كونهم يتعلمون بمدارس عالمية، ولفرط انغماسهم في التعليم الأجنبي! ولإدراكهم الضيق بكينونة اللغة العربية، وتفضيل اللغات الأخرى على لغتنا العربية، أصبح لديهم هوية زائفة .

أن ثالثة الأثافي التي أتت على لغتنا العربية قد هددت هويتنا الأصيلة، ولا يمكن أن نرتقي لمصاف الدول المتقدمة إلا إذا حافظنا على لغتنا، فلكل أمة أسلحتها وذخيرتها ورصيدها من المقدرات التي تباهي بها بين الأمم، ونحن مصدر قوتنا يكمن في اعتزازنا بلغتنا، فهي الهوية والسلاح وعنوان الوحدة والعنفوان، نحن أمة - اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ-.

قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا العربية فإنها تُثبت العقل وتزيد في المروءة.
أيها الشاب والشابات: إنكم تحملون أمانة ثقيلة، ومسؤولية كبيرة تجاه لغتكم ووطنكم، وثقة سيد البلاد بكم كبيرة، فأنتم الأهل والعشيرة، ولن تكون هناك نهضة إلا بسواعدكم، فشمروا عنها لبناء أردن الغد، أردن الفخر والعز والمجد.

حمى الله الأردن وشعبه ومليكه وولي عهده وعاشت لغتنا العربية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :