ألقيت هذه الكلمة اليوم ٤/٢٤ في افتتاح فعاليات اليوم العالمي في جامعة العلوم التطبيقية بحضور عدد من السفراء والممثلين ل ٥٤ جنسيه من الطلبه في الجامعه :-

بسم الله الرحمن الرحيم
أصحابَ المعاليْ والعطوفةِ والسعادةْ،،
ضيوفَ المملكة،،
السيداتْ والسادةْ الحضورَ الكرامْ

نَحْنُ أدْرَى وَقد سألْنَا بِنَجْدٍ.. أطَوِيلٌ طَرِيقُنَا أمْ يَطُولُ

وَكَثيرٌ مِنَ السّؤالِ اشْتِيَاقٌ..
وَكَثِيرٌ مِنْ رَدّهِ تَعْليلُ

كُلّمَا رَحّبَتْ بنا الرّوْضُ قُلْنَا..
حَلَبٌ قَصْدُنَا وَأنْتِ السّبيلُ.

أقفُ اليومَ في رحابكم أيها الاحبّة، ضيفاً ومُضيفا، وألقى الأحبةَ ضيوفَنا الكرام، بالمودةِ والمحبةْ، وقد نزلوا بيننا، كِراماً وأعزّة، وأقفُ في حرمِ الجامعةِ الكبيرةْ، وبينَنا من طلبتِها ما يصلحُ أنْ نُسمّيه مٌلتقى العربْ، الأشقّاءِ والأصدقاءْ، وقد عَكَفوا على نَهْلِ العلمِ من مصادِرهْ، والأدبَ من منابِعهْ، ضُيوفا وأحبّة.

وأقفُ اليومَ في رحابِ جامعةِ العربِ كلِّ العربْ، جامعةِ العلومِ التطبيقيةْ، وقد تَصَدّت للعلمِ والمعرفةِ وللثقافةِ والفنونْ، فكانتْ رائدةً في مجالِ التعليمِ العاليْ والجودة، وقد كانَ منهجُها في ذلك، التطويرُ المستمرْ كطريق للتميزْ، لكنها أبداً لم تَخْلُ من الإنشغالِ بقضايا الوطن والأمة، فكانتْ في طليعةِ المؤسساتِ الأكاديميةْ التي تنهضُ بواجبِ الحفاظِ على الموروثِ الثقافيْ، اعتزازاً بتراثِنا الوطني، وتعظيماً للإرثِ الإنسانيِ الخالدْ الذي تحتضِنَهُ مملكتُنا، وحرصاً على أن تتناقله الأجيالُ وأنْ تُحافظَ عليه.

أقفُ اليومَ بينَكُم في نشاطٍ استثنائيْ لهذا الصرحِ العلميْ الكبيرْ، وبينما تَنْدَاحُ دوائُر الفكرةِ أمامَ ناظريْ، يقفزُ إلى الواجهةْ، الواجبُ الوطنيْ الذي تنهضُ به هذه الجامعةْ، في تعزيزِ الرؤيةِ نحوَ تعليمٍ عالٍ مُخْتلفْ، تعليمٍ يُكَرّسُ في أذهانِ هذا الجيلْ، ريادةَ العملِ العروبيْ الإستثنائيْ، ويُعيدُ انتاجَ ابداعاتِ الروّادْ الذينَ عَلّمونَا أبجديةَ العملِ من أجل قضايانا، وغرسوا فينا قِيَمَهُ النبيلة.

في غَمْرَةِ هذا النشاطِ الثقافيْ المُختلفْ، تستعصي الفكرةُ وتأبى ألّا أنْ تَعُوجُ على هذا الألمِ الذي يَعْصِفُ بالمشهدِ العربيْ.

بلا أدنى شكْ، فإنّنا أمّتَنَا تتأرجح اليومَ في منتصفِ زوابعَ مُفْتَعَلةْ.

وبينما تتصاعدُ الإقليمياتْ الضيقةْ، وتبتعدُ قسراً عن ميدانِ العروبةِ الفسيحْ، فإنَّ القلقَ يُعَسْكِرُ في ثنايا الشعوب، فتدفعُ ثمناً باهظاً لقاءَ الحفاظِ على الهويةِ والمبدأْ والتاريخْ.

وَسْطَ هذهِ الفوضىْ، يَتَعيّنُ على الجامعاتِ أن تُمسكَ بزمامِ الريادةِ في العملِ الجَمْعيْ، وأنْ تأخذَ بأيدي الشبابِ نحوَ تَأطيرِ العملِ العروبي، في إعادةِ انتاجٍ متكاملةْ لذاكَ الجيلِ الذي أنتجَ القوميينْ، وقدْ وضعوا لنا مبادىءَ النهضةِ وقواعدَ الحريةِ والعدالةْ، ورسموا طريقاً واضحاً في النهضةْ، ولتُبادِرْ هذهِ الجامعةْ وزميلاتُها، لزَرْعِ هذا المشهدِ الجميلْ في ذاكرةِ الطلبةْ، وأنْ تُكرّسَ قواعدَ استكمالِ المشروعِ العربيْ المتقدمْ وتُحَدّدَ ملامِحَهُ المرتكزةْ على ثوابتِ التاريخِ الكبير.

السيدات والسادة الحضور،،
ما زالَ علينا في هذا الوطنْ، أنْ نستكملَ رسالةَ الروّادْ، وما زالَ علينا أنْ نواصلَ الفخرَ بالشهداءْ، وبهذا التاريخِ الكبيرْ المليءْ بالمجدْ، مجدِ الموقفِ ومجدِ الرسالةْ، وليتقدّمْ هذا الوطنُ بكاملِ بهائِهْ، ليكونَ في أولِّ المدافعينَ عنِ الحريةِ والمبدأْ، وليحافظْ على ما انتهجَهُ في القتالِ ضدَّ التراجعِ وضدَّ الهمجِ وضدَّ تغييرِ التاريخْ، وليمضي جلالةُ القائدْ في مواصلة ما ابتدأهُ أجدادُه، من النهوضِ بواجبِ حماية الدين والمقدّسات وتاريخِ العربِ الكبيرْ ومعاركِهِمْ الخالدةْ.
أتقدمُ بالشكرِ والإمتنانْ من الجامعةْ، رئيسَها وأعضاءَ هيئتيها الإداريةِ والتدريسيةْ وطلبتها الأعزة، على ما تقدّمهُ كلَّ يومْ للوطنِ وللعالمْ، منْ إسهامٍ كبيرْ في البحثِ العلميْ، ومنْ ريادةٍ في التعليمِ العاليْ، وأشكرُ لهم منحيْ هذهِ الفرصةَ للحديثْ، متمنياً لهذا النشاطْ نجاحاً وتحقيقاً لأهدافهْ، ومُكرّراً الترحابَ بضيوفِنا من أشقاءَ وأصدقاءْ.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.