وطننا هو حبة الفؤاد وقرة العين، فالقلب مسكون بالوطن ومحفوف به حاجة وملاذا، وهو الكنز المكين والأساس الأول للحياة والعمل والإستمرار، إنه الحضن الحياتي الذي يغلف حياة الأشخاص بكل ما فيه من موارد ومصادر بغلاف تاريخي و إجتماعي وإنساني ... ويبقى الوطن دوما يرتقي قمة القمم بدواخلنا .
من مياه هذا البلد الطيب نشرب ومن طيبات ارضه نأكل، ولأن من ذواتنا يبدأ التغيير ومن عقولنا تتوجه بوصلة إحداثيات مكاننا القادم في هذا الزمن لذلك تقع السؤولية الكبيرة على الجميع في المحافظة على شريان الحياة داخل كل منا وكنز الوطن الأثمن الا وهو الماء، فالغد فقط لمن يراه ولمن يتحسس الطريق ويعد العدة .
المياه تشكل عصب الحياة في كافة مناحيها، مما يتطلب خلق الوعي عند الجميع بأهمية ترشيد الإستهلاك و التعامل مع الوضع المائي بحرص شديد وتفادي بل ومنع أي هدر غير مبرر لما له من أثر سلبي ومدمر على جميع القطاعات الحيوية .
وفي ظل أزمة المياه التي تلقي بظلالها الواقعية الثقيلة على الأردن و التي توصف بأنها واحدة من أفقر عشرة دول بالمصادر المائية على مستوى العالم، فقد أشارت آخر الدراسات الفنية بأن النقص الشديد في المياه سيتطور ليصبح اكثر شدة مع الزيادة السكانية السريعة وزيادة الطلب بما يفوق حدود التزويد المائي المتاح .
العديد من الخبراء قد بدأوا بدق ناقوس الخطر إزاء الوضع المائي الراهن سواء أكان بالنسبة لمحدودية الموارد نظرا لإعتمادنا بشكل رئيسي على الأمطار الساقطة، أو نتيجة للإستنزاف الجائر للمياه الجوفية والتي تعتبر المصدر الرئيسي لمياه الشرب في كافة أنحاء المملكة، إضافة الى كونها المصدر الرئيسي لمياه الري في أغلب المناطق .
ولوزارة المياه دور رئيسي في وضع نظام جديد لمراقبة المياه الجوفية ؛ بهدف إحكام الرقابة عليها وضبط إستخراجها وحمايتها وتوفير الضوابط والضمانات لتحقيق هذه الغايات .
بالترشيد فقط نملك زمام الأمور ونبقى في الجانب الآمن بالمحافظة على شريان الحياة بداخلنا ؛ وكذلك بالتوعية الذكية في الأسرة والمجتمع وبالأخص وسائل الإعلام التي تلعب الدور الأبرز في التركيز المستمر على أهمية وجدية الموضوع، فكم أخبرنا التاريخ عن العديد من المدن والحضارات التي اندثرت ورحل سكانها نتيجة لشح المياه ولنا أن نأخذ من التاريخ كل العبر ...
الماء سر الحياة فدعونا نحرس هذا الكنز النفيس... ونحرص جميعا على هذه النعمة .
Diana-nimri@hotmail.com
الراي.