تواريخ على درب النسيان: 24 نيسان ذكرى وحدة الضفتين
د.بكر خازر المجالي
24-04-2019 11:29 AM
69 سنة تمضي على اقرار البرلمان الاردني لوحدة اندماجية كاملة (وحدة الضفتين ) لتبقى تمثل نموذجا حقيقيا لوحدة العرب ،ولتستمر هذه الوحدة حتى يوم فك الارتباط القانوني والاداري في 31 تموز 1988 لتتحول الضفة الغربية فورا من ارض محتلة من اراض المملكة الاردنية الهاشمية الى ارض متنازع عليها بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل.وبالتالي يسقط قرار 242 الصادر عن الامم المتحدة على اعتبار ان الضفة الغربية لم تعد ارضا محتلة .
69 سنة من يوم 24 نيسان 1950وبعد لم نتحدث عن صاحب فكرة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ،هذا الاعتراف الذي قاد الى ارغام الاردن على اتخاذ قرار فك الارتباط . هذا القرار الذي كان هدية لاسرائيل وهي التي جنت الفوائد منه ولا زالت تجني الثمار لصالحها.
بعد معركة الكرامة اذار 1968 ،وبتوجيهات المرحوم الملك الحسين والشهيد وصفي التل تم احياء العمل الفدائي ،وتمركزت بضعة الاف في غور الاردن منهم ، ولكن مع بداية عام 1969 اخذت المنظمات الفدائية تترك مواقعها على خط المواجهة مع العدو وتتمركز في المدن الاردنية ،ليبدأ الاحتكاك ومن ثم العمليات العسكرية التي ادت الى خروج هؤلاء الذين خرجوا عن خط النضال الفلسطيني الى لبنان وغيرها .ربما من هنا بدأت فصول فك الارتباط طالما فشلوا في السيطرة على الاردن على مدى عامين من العمليات والاعتداءات داخل الاردن.
بدأ الفصل الاول في قمة الرباط 1974 الذي اتخذ قرارا بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ،وكان المغفور له الملك الحسين قد القى خطابا واضحا ومسهبا فيه عن تاريخ القضية الفلسطينية ،وقال للعرب انكم تضعون القضية الفلسطينية في مهب الريح.
وقال لماذا تفكرون فيما بعد التحرير والتحرير نفسه لم يحصل بعد ، وقال يرحمه الله : بعد التحرير واسترجاع الضفة الغربية سيكون الخيار للفلسطينيين بان يقرروا البقاء مع الاردن او الاستقلال التام لهم . وطرح جلالة الملك مشروع المملكة العربية المتحدة كصيغة توافقية ،ولكن لا جدوى من ذلك ، ومن ثم كانت اجتماعات ومبادرات واتفاقات اهمها اتفاق شباط عام 1982 وتشكيل وفد اردني فلسطيني مشترك طاف عدة عواصم عالمية وغير ذلك ،ولكن كل المحاولات تحطمت امام الاصرار على الطلاق الفوري، ومن هنا تحتم على الاردن اتخاذ القرار ولكن مع الحفاظ على القدس والمقدسات خارج نطاق فك الارتباط ،وادى ذلك الى ان تكون القدس تحت الاشراف الاردني بموجب معاهدة السلام (وادي عربة 1994).
بعد 69 سنة من قرار الوحدة وبعد 31 سنة من قرار فك الارتباط ،كيف يمكننا اعادة قراءة التاريخ ؟ كيف نشير مباشرة الى مهندسي قرار الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد ،ومن ثم كيف تم جر الاردن الى اتخاذ قرار فك الارتباط؟ ولماذا حتى هذه اللحظة لم تتم دسترة قرار فك الارتباط ؟
ولكن الاهم ان نقرأ في الـ (31 سنة ) من قرار فك الارتباط وللان :
نتساءل عن حجم الاستيطان في الضفة الغربية خلال هذه العقود الثلاثة ؟
نتساءل عن مسار التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي وما هي نتائجه حتى الان ؟
نتساءل عن سر نفق اوسلو الذي لا زال مظلما ؟
نتساءل عن ارض الضفة الغربية الممزقة بين منطقة A ومنطقة B ومنطقة C ؟
نتساءل عن فك ارتباط مأساوي اخر بين الضفة وقطاع غزة ؟
نتساءل عن تقزيم القضية الفلسطينية والتحول فيها من صراع عربي اسرائيلي الى صراع فلسطيني
اسرائيلي ،وحتى الى صراع السلطة الوطنية الفلسطينية مع اسرائيل في ظل صراع مع حماس .
في الاجابة على هذه التساؤلات نقرأ في فصول المأساة التي يدفع ثمنها اهلنا على ارض فلسطين ،ونرى العدو يكسب عامل الوقت على كل صعيد وهو على طريق انهاء كل ملفات التفاوض لصالحه ،عدا عن ملامح صفقة القرن التي يتم تنفيذها بشتى الاساليب ،وكذلك تصعيد التهديد لعروبة القدس التي هي جوهر القضية ومدار اهتمام الاردنيين الذين يقفون بشدة وبصلابة مع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين انطلاقا من شرعية التاريخ والحق والدين وشرعية الوصاية الهاشمية في تأكيد ثوابته في التصدي لأي مساس بعروبة القدس او النيل من حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة الكاملة على ارضه التاريخية فلسطين وعاصمتها القدس العربية .