العلاقة الأردنية الفلسطينية حجر زاوية
محمد يونس العبادي
23-04-2019 03:10 PM
يبدو أن جهود ثلاثة عقود من العملية السلمية باتت خارج حسابات الادارة الأمريكية والسياسين المتطرفين ممن هم على رأس السلطة في اسرائيل، وأن احجامهم عن تبني أي مبادرة لاطلاق مفاوضات جديدة أو المشاركة بها جاء ضمن منهجية مدروسة.
فالحقائق اليوم بالأراضي المحتلة على الأرض، والمعطيات التي تأسست عليها العملية السلمية لم تعد موجودة مع التوسع في بناء المستوطنات وفقدان السلطة الوطنية الفلسطينية والتي اتخذت مشروعيتها من مقدرتها على تحقيق شيءٍ على الأرض من خلال المفاوضات باتت مفقودة!
وهذه الحالة اليوم، والمتعززة بالانقسام الفلسطيني، وتغير الظروف الإقليمية تدعونا نحن العرب ممن على تماسٍ مع القضية الفلسطينية بالتفكير خارج صندوق الأفكار الأمريكية التي لم تعلن بعد، ومراجعة الماضي ودروسه.
فالقضية الفلسطينية وعلى مدارٍ عقودٍ مضت مرت بمراحل وحقبٍ تواترت في طبيعتها بين الثورية والكفاح المسلح والمفاوضات وتبدلت مشروعيتها مرات ومرات.
واليوم، وأمام وقوف الأردن كرأس حربةٍ في التصدي للمتغيرات الجديدة التي تحاول سحب بساط الشرعية الفلسطينية، ومع الإمعان الإسرائيلي في التعنت والانقلاب على المبادرات كافة، والتبجح الأمريكي بامتلاك خيوط اللعبة وصيغة التسوية.. نتساءل : ماذا نحن فاعلون وأي دروسٍ تلزمنا من الماضي؟
فالمشاريع الكبيرة والأفكار النقية هي ما جمعتنا مع فلسطين سواءٌ في الحرب أو في الوحدة أو في السلم أو التعاون اليوم والتصدي لما هو مقبل، والماضي ليس البعيد ينبأ بدروس كثيرة.
فوحدة الضفتين التي سبقتها دماء غزيرة من شهداء جيشنا العربي، مثلت حقيقة معاشة منذ عام 1951 وحتى عام 1967م، وبقاء الادارة الأردنية على صلة بالضفة الغربية حتى قرار فك الارتباط عام 1988م هو حقيقة أخرى.
ومثلت هذه العلاقة حجر الزاوية في العلاقة الأردنية الفلسطينية بالرغم ما شابها من استقطابات أحياناً، هي في العموم طبيعية وتسعى للحفاظ على هوية البلدين والشعبين ضمن صيرورة الأحداث التاريخية التي مررنا بها.
ويعلم دارسو هذه المرحلة جيداً حجم التدخلات العربية التي كانت رافداً في فصم عرى العلاقة بين الشعبين، وقالها زعماء عرب إنه حان الوقت لأن يتدبر الفلسطينيين أمرهم!
ولكن، في كل مرحلة تاريخية حرجة، تكشف العلاقة بين البلدين أو الشعبين حجم تشابك همومها وآمالها، وتعرب عن ذلك عند كل منعطفٍ تاريخي مدفوعٍ بقوةٍ عظمى ومن أمامها قوة اقليمية صاعدة.
لقد تجاوزنا كأردنيين وفلسطينيين كثيراً من المؤامرات والمخططات والبالونات "المؤدلجة" .. ويقول التاريخ إن وحدة مواقفنا كانت أكثر نفعاً وحققت على الأرض مكتسبات أكبر مما حققته لحظات فرقتنا.
وأمام ما هو مقبل من صيغٍ يبدو أننا بحاجةٍ الى استحضار تلك اللحظات خاصة في تاريخنا السياسي لنتجاوز ما هو أصعب .. !
فعلاقتنا هي حجر الزاوية .