عشت تجربة نصف يوم جمع تبرعات مع ابناء الأسرة الأردنية الواحدة؛ لصالح الفقراء من مرضى مركز الحسين للسرطان – صندوق الخير عبر أثير حياة إف أم، و يسر الله تعالى جمع أكثر من خمسين ألف دينارخلال ساعات علماً بأن أعلى تبرع كان بحدود ثلاثة آلاف دينار فيما انحصرت باقي التبرعات بين عشرة وخمسين دينارا، تبرعات وصدقات بجهد متوسطي الدخل من أبناء هذا الوطن – تدل على تفاعل متوسطي الدخل مع مجتمعهم بشكل أكبر من أصحاب الدخول المرتفعة -إلا من رحم ربي منهم-.

صندوق الخير فكرة رائدة يستفيد منها المرضى غير المؤمنين صحيا وغير الحاصلين على إعفاءات من الديوان الملكي العامر وغالبا ما يكونون من ابناء قطاع غزة و وأولئك الذين لم يتمكنوا من الحصول على الإعفاء اللازم أو على شكل التأمين الصحي المناسب، بيد أن إمكانات الصندوق محدودة بحجم التبرعات الممنوحة له، فيما تقف الحكومة مكتوفة الأيدي عن دعمه وتكتفي بتمويلها للحاصلين على إعفاءات أو تأمينات صحية حكومية.

وعليه فقد يكون المريض بحاجة لعلاجات تصل كلفتها سبعين ألف دينار يؤمن الصندوق له حوالي عشرين ألف دينار والمريض معني بتأمين نفسه بالباقي!! الصندوق معذور لمحدودية الإمكانات، الحكومة تتنصل باعتبار أن الصندوق موجود والميزانية محدودة، والضحية نهاية هو ذلك المريض الفقير، و حتى غير الفقير فقليلون هم أولئك الذين يمكنهم تحمل تكاليف العلاج باهظة الثمن لمرضى السرطان، يحدثني مدير مستشفى الحسين للسرطان أ.د محمود سرحان أنّ بعض العلاجات الكيماوية تصل فيها كلفة الجرعة الواحدة حوالي أربعة آلاف علاج ناهيك عن طول مدة العلاج للمرض وحاجتها المستمرة للمبيت في المستشفى.

فكرة التأمين الصحي التكافلي بإدارة من مؤسسة الحسين للسرطان فكرة ريادية أخرى تتيح للمنتفع الاستفادة من خدمات الفحص المجاني و العلاج إن مرض – لا قدر الله – بسقف يصل عشرين ألف دينار،وباشتراك رمزي بمعدل عشرين إلى أربعين دينار سنويا تقريبا حسب الفئة العمرية، بيد أن المشتركين فيه لا يتجاوزوا ستين ألف مشترك من سائر محافظات المملكة !وهذا رقم بسيط جدا بالنسبة والتناسب لعدد السكان، مع الإشارة إلى أن سقف التغطية في العلاج كذلك لا يكفي، وعليه فحتى صاحب الدخل المقبول جدا لا يمكنه تحمل تكاليف العلاج الباهظة جدا، مع الإشادة بجهود العاملين في هذا الصرح الطبي الفريد من نوعه بالمنطقة وهو مؤسسة غير حكومية وغير ربحية جميع التبرعات والمنح المقدمة له تخفض من الضريبة بنسبة 100%.

هذا الصرح كما اطلعت يقدم العلاج والإقامة للفقراء من المرضى من خلال التبرعات والصدقات يوفر الرعاية التلطيفية النفسية لهم،يؤمن للإطفال منهمن التدريس الأكاديمي لهم وهم على أسرّة الشفاء، و لفت انتباهي وجود واعظة دينية هي الأخت صفاء فضل عباس تقدم توجيهيا دينيا مناسبا للمرضى وخصوصا النساء منهم بشكل مكتف.

زيارة مركز الحسين للسرطان – وفي العيد إن امكن – مهمة وضرورية وترسم على وجوه المرضى بسمة حقيقية إن أحسنا الزيارة والتوقيت وقدمنا ما يليق من هدية، وقبل ذلك كله ضبطنا مشاعرنا و حبسنا الدموع في عيوننا حتى لا ننثره أمامهم و نفسد عليهم فرحتهم لهول ما قد نراه من حالهم، اللهم عافنا مما ابتليت به كثيرا من الناس.

adnanhmidan@yahoo.com