اتفاقية وادي عربة وصفقة القرن
د. فيصل الوريكات
22-04-2019 07:52 PM
عندما يقول جلالة الملك وبعد عودته من الولايات المتحدة الامريكية بان (لا للتوطين ولا للوطن البديل ولا تنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات) وهي لاءات تنسجم مع توجهات الشعب الاردني... فهذا يعني بان الامر المعروض على الطاولة هو عكس هذه اللاءات او على الاقل جزء منها ..فجلالة الملك اراد ايصال رسالة للخارج باننا لن ننحني ولن نتخلى عن ثوابتنا الوطنية, وفي نفس الوقت هناك من يروج من ابناء الاردن لأردنة الضفة أو فلسطنة الاردن وهؤلاء ليسو الا اقزام يعملون عند عرابي صفقة القرن ويتم تمويلهم من خلال مراكز بحثية امريكية بعضها يدعم من الملياردير الامريكي جورج سوروس.
والموضوع هنا هو ما الذي عملته اتفاقية وادي عربه لتحصين الاردن وماذا كان يفعل الوفد المفاوض وهو القائل بانه قد وأد فكرة الوطن البديل وحيث ان المدقق في اتفاقية وادي عربة سيجد صفقة القرن موجودة بين ثنايا تلك الاتفاقية.
في نقطة التوطين تقول المادة الثامنة: "فيما يتعلق باللاجئين .... من خلال تطبيق برامج الامم المتحدة المتفق عليها بما في ذلك المساعدة في مضمار توطينهم".
مما يعني ان موضوع التوطين هو احد الخيارات وليس مطلب لن نسمح بوضعه على الطاولة .
وبالنسبة لموضوع النازحين فكان الحل هو اللجنة الرباعية ) الاردن وفلسطين ومصر واسرائيل ) والتي لا يعرف عنها احد .. ومما يعني بان من ترك الضفة الغربية بعد عام ) 1967 ( باستثناء من هم اصلا كانوا لاجئين في الضفة الغربية) كمن انتقل من ضفة اردنية الى ضفة اردنية اخرى وهذا ما افهمه من طبيعة كلمة النازح ( Displaced Persons) الواردة بالنسخة الانجليزية من الاتفاقية.
وفي نقطة الوصاية على القدس تقول المادة التاسعة : "وبهذا الخصوص وبما يتماشى مع اعلان واشنطن . تحترم اسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة الاردنية الهاشمية في الاماكن الاسلامية المقدسة في القدس وعند انعقاد مفاوضات الحل النهائي ستولي اسرائيل اولوية كبرى للدور الاردني التاريخي في هذة الاماكن " . وهنا لماذا ترك المفاوض الاردني الامر مبهم ولم يستخدم كلمة ( الوصاية ) والتي تعطي المضمون الاشمل ولماذا لم يصر على شمل المقدسات المسيحية ... ام انه اراد ترك الموضوع للمحامين الدوليين ؟؟.
في موضوع الباقورة ..اذكر انني سالت في عام 2013 احد المفاوضين عن امكانية استعادة الباقورة وتهرب من الاجابة وعندما اصررت على السؤال : قال بان التضييق على الجانب الاسرائيلي سيولد رد فعل سلبي من حيث التزويد بالمياه . وهي برأيي من اهم مكتسبات الاتفاقية وكان للدكتور العالم منذر حدادين فضل كبير في ذلك . وفي تلك اللحظة احسست بان الباقوره لن تعود الا بمفاوضات عسيرة حيث اننا لم نستطيع الحصول عليها عندما كانت القيادة الاسرائيلية معتدله ومحبه للسلام بعكس القيادات اليمينية المتشددة حاليا.
الاتفاقية شملت موضوع التحالفات الاقليمية وقامت بتقييد حرية الاردن في الانضمام لأي تحالفات عسكرية مع اي دولة تعتبرها اسرائيل معادية لها . ومع كل ما ذكر فان معارضة الاتفاقية هو شرف لا ادعيه وقد حققت للاردن الكثير من النقاط في حقبة ما بعد حرب الخليج الثانية بعد عزل المملكة عن محيطها العربي والدولي بسبب موقفنا من الحرب واعتقد بان الغاء الاتفاقية هو عكس مصلحة الاردن ويضر بمصلحة الاردن وسيتسبب بخسائر في مجال فعالية الدبلوماسية الاردنية نتيجة لخنوع الدبلوماسية الامريكية الحالية وتماهيها مع اللوبي اليهودي واسأل الله عزوجل ان يحفظ هذا البلد بقيادته وارضه وشعبه ويرد كيد الحاقدين والمتامرين الى نحورهم.