عندما تصبح أوسلو مكسباً ومطلباً !
د. عاكف الزعبي
22-04-2019 03:38 PM
عندما وصل الأمر الى حرمان منظمة التحرير الفلسطينيه من الاقامة على ارض عربية لم يكن ثمة ما يعيب المنظمة من الموافقة على اتفاقية أوسلو .عيب اوسلو ليس في نصوصها ومرحليتها التي لا تلبي الطموح الفلسطيني. عيبها الوحيد والاهم انها مع اسرائيل تصبح غير قابله للتنفيذ .
أوسلو تم توقيعها مع طرف مبدأ سياسته وعنوانها عدم تنفيذ الاتفاقيات التي يوقعها مع الفلسطينيين . من خالف المبدأ والعنوان تم اغتياله وسفح دمه على قارعة الطريق امام الالاف وفي اكبر ميادين تل أبيب في سابقة اراد منها اليمين الاسرائيلي المتطرف ان تكون درساً لكل من يفكر بتنفيذ ما وقّع عليه مع الفلسطينيين.
من استكثرعلى جلالة المرحوم الملك الحسين دموعه يوم اغتيال رابين خانته فطنته من أن يدرك أن دموع الحسين انما كانت على ضياع فرصة للسلام كان يمكن أن تحفظ للعرب الحد الادنى من حقوقهم ومن كرامتهم في مرحلة تسير فيه حالهم من سيء الى اسوأ .
الحسين بحكمته واستشرافه لم يتأخر في انجاز اتفاقية وادي عربه مع رابين بعد ان وقعت أوسلو وانجزت وديعة رابين فاعاد للاردن كامل الاراضي الاردنيه كما حددها خط اتفاقية الهدنة مع اسرائيل عام 1949 . فلو أنه لم يفعل لكنا اليوم نواجه بانكشاف تام اطماع وغطرسة وصفاقة تحالف اليمين الاسرائيلي والاحزاب الدينيه المتطرفه .
تردّي الحال العربي والفلسطيني اليوم يجعل من اوسلو مكسباً . فإذا ما طبقت اسرائيل صفقة القرن من طرف واحد كما هو متوقع وضمت ما تشاء من ارض الضفه وادارت ظهرها للسلطة الوطنيه تصبح شرعية اوسلو والسلطه المنبثقه عنها هي كل ما تبقى لدى الفلسطينيين لمواصلة نضالهم الدبلوماسي والدولي الرسمي . ويصبح بقاء السلطة الفلسطينية مطلباً بدلاً من التهديد بالغائها فلسطينياً .
تستطيع السلطه بما هيأته لها أوسلومن شرعية واعتراف دولي ان تواصل ما بدأته لنيل عضوية دائمة في الامم المتحده ودعم الحضور الفلسطيني في مؤسساتها ومطاردة اسرائيل في تلك المؤسسات والمحاكم الدوليه ، والاستمرار في محاصرة اسرائيل وازعاجها .
ويمكن للسلطة ان تكون الرافعة الاهم لمواصلة صمود الاهل على ارضهم. كل ما تحتاجه للقيام بذلك دعماً مالياً سنوياً يقل عن 2 مليار دولار يمثل اجمالي ما كانت تقدمه (امريكا 800 مليون ، السعوديه 400 مليون ، مساهمات الاونروا 300 مليون ، وايرادات الجمارك التي تجمعها اسرائيل لصالح السلطه 300 مليون ). واذا احجم العرب عن الدفع يمكن طلب مساعدة الدول الصديقه التي لا تقر ترامب على صفقته البائسه مثل الاتحاد الاوروبي والصين واليابان وبعض الدول والمنظمات الاسلاميه.
وتبقى وحدة الموقف الفلسطيني تمثل رافعة أساسيه للنضال الفلسطيني في المرحلة الصعبة القادمه حتى لا تغرق حماس في تفاهمات الهدنه طويلة المدى مع اسرائيل وتنحو لاستقلال ترغب فيه تحت اغراءات المنافع الاقتصاديه للهدنه التي ستقدمها لها الدولة العبريه واصدقاؤها.