تحية إلى صاحب الذكرى والغليون الممتلئ بالتبغ ... وتحية أخرى ممزوجة بصهيل الخيل التي حمحمت مع صوت البارود ليبقى الشماغ مائلاً نحو الكبرياء والسؤدد ... أبا سطام يا إيقونة التعب العسكري الذي ما هدته ظلمات الليل ولا المؤامرات ولا الخسة ... يا قمراً أردنياً جنوبي الهوى ... هل تسمح لي يا صاحب العصا العسكرية والشماخ المهدب المهدهد على كتفيك بان أطلب منك شيئاً ..
املأ غليونك فالحديث طويل ومملوء بالوجع والعتب ... أملا غليونك فالطريق إلى القدس ما عادت نفس الطريق بل وعرةً تماماً ... انهض فالدروب إلى القدس ما زالت وعرة وتذكرها ذات مساء وأنت تقود الكتيبة الرابعة في باب الواد ، والجنود الأردنيون يقنصون العدو وتنادي فيهم " أبوي المنيّة ولا الدنيّة " فيذوقونه طعم الهزيمة كان يوما من أيام الأردنيين معتق بروح الشهادة والدم والبارود انهض من جدثك فهي بحاجة لأمثالك أن يطهروها ... انهض أيها الشجاع الذي ما كسرته أجنحة الماسونية ... حينما تكون مسافة الوجد ما بين قلب الأردن وقلب الحسين هي نفس المسافة ما بين الكرك وعمان وهي الألم و الحزن على رجال بحجم البطل حابس ... وعندما يصبح الأبطال مجرد ذكرى فأن أخو خضرا ليس مجرد ذكرى لكي تعيش فينا ... اخو خضرا بطل بحجم الوطن ... له صولات وبطولات ولا يعرف النكران والجحود ... اخو خضرا هو وطن وقائد في آن هو جدايل الأردنيات المخضبات بالحنا ... اخو خضرا هو تاج ونياشين على صدر الوطن ...اخو خضرا هو الرمح والسيف في خاصرة الفتنه عندما ادلهمت الخطوب بك يا وطني ... هو أزير الأسود التي لم تتخلى عن فلسطين هو راية الوطن التي حملها جعفر بعد ما تقطعت يدية ... هو مؤتة والقصر واليا روت وشيحان ...هو مرتفعات السلط التي جابهت الاجتياح الإسرائيلي عندما حاولت القوى المتغطرسة السيطرة على الأردن ... هو سبطانة للدبابات عندما قال ارمي ولنا لقاء بأذن الله. .. هو الذي قتل الفتنه في وادي جرش حينما اشتد ساعد طفلك عليك يا وطني ... اخو خضرا ليس مجرد ذكرى ولا متحف في العبدلي فيه بقايا صور أو منمنمات أو نحاسيات. .. هو نخيل العبدلي الذي أزيل بقصد التطوير ...هو مقسم القيادة العامة حينما كان الوطن بحاجة إلى رجالة حينما يكون القول الفصل في المعركة لحابس ...هو العسكر والسيف والبارود حينما تخلى البعض واستكان عن الوطن ... هو طاولة الاجتماعات الثلاثية في القيادة العامة التي لم يجلس عليها إلا الحسين ووصفي وهو ثالثهما ... اخو خضرا هو ذكريات الوطن الأحلى حينما كتبت الشمس اسمها فوق ترابه ... هو ليس قصيدة في كتاب الأول ابتدائي هو معزوفة ولحن وطن وترويدة نشميات ...هو وصفي حوران حينما لوحته شمس الحصايد ...هو ما تبقى من وصفي حينما قتلوه ...هو أهزوجة أردنية حينما حلف أذا سلم رأسه سيهجم على الترف بقصوره ... حابس المجالي هو جبل من جبال الأردن وتلاله الذي قطفت الزينات عنه الدحنون ...هو كبرياء وعنفوان الآباء والأمهات حينما كان العرض العسكري هو عنوان كل يوم أربعاء في معسكرات الزرقاء ومدينة الجيش. .. هو من فضلنه على كوبان وقالن له ( تخسى يا كوبان ما انت وليف لي ) ... ماذا نزيد عن اخو خضرا والحسين الباني لم يكن يخطو خطوة إلا عندما يكون شويره حابس على يمينه ... أي عيد ذلك الذي يعود إلينا محمل بصور تختزنها الذاكرة عن حابس ووصفي ا وبقايا العبدلي ... أي عيد يعود ألينا ولم نشاهد اخو خضرا أول المهنئين للسلام والمعايدة على الحسين يضع محجنه على يده اليسرى ويربت على كتف الحسين باليمنى ويقول لا زلت جندك الوفي يا حسين وهو يرد عليه أي الحسين لا مشير بعدك يا حابس ... اخو خضراء ليس عنوان يختصر بسطام وسهم وسيف هو شخص بحجم قبيلة وعشيرة الأردن ... هو أقوى من كل المانشيتات والعناوين على صدر الصحف والمجلات هو عنوان وطن وهو أقوى وأكبر من كل اللذين يشحدون من (ngos) ...اخو خضرا هو من أعاد للوطن هيبته يوما ما حينما انزلقت قدمه وكاد أن يهوي في الوحل لولا اليد الوطنية التي قبضت على جمر الصبر معه والتفت حول القيادة فكانت يد الله مع يد الجماعة واستطاع أن يقود سفينته رغم الهيجان والتلاطم الذي أصاب البحر في ذلك الحين ... واليوم وانا اكتب لك من قلب بوصلته هي الوطن من حق أبناءه وأحفادة في كل الأردن اليوم بأن يفخروا ويفاخروا بك كل الدنيا ... وأن تكون احد الدروس الحقيقية التي تدرس ضمن مناهجنا في التربية الوطنية والعلوم العسكرية لأنك قبل أن تترك بصمة فقد تركت بسمة على شفاه كل الأردنيات حينما علا صوت البارود وكانت سميرة توفيق تغني للجيش والعسكر ولن ننسى اجمل ما قال فيك حبيب الزيودي
( إلك كانتْ يا عذب الطول طلّات علامك غبت ْ والدنيا تشارين... والك كانتْ يا ابو الشومات شومات عليها زغردتْ مريوشة العين .. وإلك كانتْ على الفرسان صيحاتْ ترجّ بعصفها أركان الميادين"
وظل نبضك أردنيا وحافظت على قامتك العالية حينما رفضت مصافحة شارون لأن قامتك عالية ولأن صورتك لا زالت زاهية في عيون الأردنيين انك المهاب المنذور لوطنه وأمته فالقادة لا يتغيرون ولا يتبدلون وأن تلونت وجوه الرجال وتغيرت الدنيا فسلام على روحك التي ترقد بسلام مع كل من صدقوا الوعد والعهد .
كل ذلك يقودني إلى خلاصة ونتيجة حتمية أن اخو خضرا بوصلته أردنية قومية عروبية وهي ليست مشبوهه تعلمون لماذا ؟ لأنها تشير إلى القدس .