في توظيف مشاعرنا الوطنية المتخمة بالأسى .. !!
د.طلال طلب الشرفات
22-04-2019 01:51 PM
هل يشفع لنا الدستور وصدق النوايا؛ لأن نعبّر عن مشاعرنا الوطنية كما هي وبنقاء؟.
وهل من حقنا ألاَّ نسير في فلك الأنقياد كلّما تعلق الأمر برؤانا الوطنية الصادقة؟.
ثمَّ متى يمكن أن تُفهم مشاعرنا الوطنية لحقيقة موجعة مؤلمة مؤداها أن اغتيال تلك المشاعر قرباناً لتكريس واقع مربك متفاقم مدانٍ لا يمكن أن يصنع استقراراً لوطن تاهت فيه مشاعر اليقظة، والصدق، والانتماء، والانحياز لمصلحة الوطن العليا أينما كانت وحيثما ألقت رحالها، والأهم الا يستحق منا هذا الوطن المرابط على ثغور الكرامة ونصرة العروبة والانسانية؛ الا يستحق منا وقفة شريفة دون اثمان وجوائز وادوار؟.
في الوطن أزمة فهم، وأزمات غياب لمضامين السلوك الوطني الرَّصين الذي يحدد مسار النبل الوطني ويعزله قسراً عن مسالك النفاق والانقياد، والرضوخ، ومتى نصبح قادرين على تحديد ملامح القيادات الوطنية المؤهلة للعبور بالوطن؛ بعيداً عن مخاطر صفقة القرن، وقبول الفساد بصورة ما، وهل حان الوقت في الوطن لمغادرة ألأزمة ألأخلاقية المتمثلة في نكوص الإنصاف الوطني المجرد من اية غاية او هوى، ومتى يصبح الاعتراف بعوامل ضعفنا رصانة ، والشجاعة في قول الحق رسالة، ورفض سواه مسؤولية وطنية تستحق الأشادة.
في الوطن قوى ظالمة فتكت بكل ما هو جميل في هذا الحمى الأصيل وللأسف لن يتجاوز عقابها "بعد حين" سوى إخراجها من المشهد العام اذا تعرضت لإدانة شعبية بل ربما يتم تدويرها في امكنة إخرى.
في الوطن صراخ بطعم الوجع، يقابله لهاث بحجم الصفقة؛ بل ربّما الصفعة لوطن بأكمله، وبين الاستسلام، والانقياد، وتسديد فواتير هنا وهناك، وتمرير رغبات لهذا وذاك ، يمتحن شعب مُبتلى حزين ويصاب بخيبة أمل لا تُحتمل، وتتقزم الثقة برجال دولة أنقياء، وأتقياء ما زالوا على رأس مسؤولياتهم فقد تعففوا عن مغريات المال العام والسلطة، ولكنهم تأففوا من الصادقين الذين أرادوا للوطن ولهم الخير في أن لا يفتق في ثوب الوطن قرار مهين من رجل أمين.
لم نعد نفهم – بمشاعرنا الخائرة المتعبة - إن كانت منظومة الفساد خطراً على الوطن، أم عاملاً من عوامل استقرار الحكومات، حتى وصلنا إلى حيرة من أمرنا فهل نصمت بمشاعر التجار أم "نبصق التوبة" على ثقل حملنا، ونبل حلمنا بأخلاق الرقّ، نحن قوم استبد بنا الوجع ولم نعد نفرق بين الرمادي، والرمادي من حروف بوحنا، وصنوف صمتنا، حتى باتت أيامنا شواهد خذلان، ولم تعد شمسنا الوطنية المشرقة عنفواناً والقاً كما هي.
ما بين خسوف الكبرياء الوطني احياناً، وكسوف الإرادة الشعبية احايين اخرى ازدادت الحالة الوطنية ارتباكاً، والقرار الوطني تردداً.واليوم وفي إطار التوصيف السياسي للمشهد العام المدجج بالقلق والمسلّح بالأرق، والحاجة الملحة إلى كل مظاهر الصراحة، والمكاشفة، وبما أن المخاطر كبيرة على الوطن والذي هو أغلى من الأم، والأب، والولد؛ فإن الشجاعة الوطنية تقتضي منا رفض حالة الترقيع السياسي، والإداري، وضرورة الانتقال لحالة وطنية أكثر رصانة ووضوحاً في كل ما يتعلق بالشأن الوطني العام.